أوكرانيا تتهم موسكو باستخدام الفسفور الأبيض “المحرم دوليا” ضد المدنيين في باخموت
اتهمت أوكرانيا روسيا بمهاجمة مدينة باخموت، المحاصرة بذخائر من الفوسفور الأبيض، المحرم استخدامه في مناطق تواجد المدنيين.
ونشر الجيش الأوكراني لقطات مصورة بطائرة دون طيار، أظهرت حرائق في باخموت يبدو أنها نتيجة فسفور أبيض يتساقط على المدينة.
ورغم أن استخدام أسلحة الفسفور الأبيض ليس محظورا في الحروب، لكن استخدامها في المناطق المدنية يعتبر جريمة حرب.
فهي تتسبب في حرائق سريعة الانتشار يصعب إخمادها. وهناك اتهامات لروسيا باستخدام الفسفور الأبيض من قبل.
تحاول روسيا السيطرة على باخموت منذ شهور، على الرغم من الشكوك حول أهميتها الاستراتيجية. وقدر مسؤولون غربيون أن الآلاف من الجنود الروس قتلوا في الهجوم.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية على موقع تويتر إن الهجوم بالفوسفور استهدف “مناطق غير مأهولة في باخموت بذخيرة حارقة”.
وأضافت قيادة القوات الخاصة في كييف أن القوات الروسية تواصل “تدمير المدينة”.
ولم يتضح بالضبط متى وقع الهجوم المزعوم. لكن اللقطات التي شاركتها أوكرانيا، والتقطتها طائرة بدون طيار، أظهرت المباني الشاهقة التي اشتعلت فيها النيران.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حرائق مستعرة على الأرض.
اتُهمت روسيا باستخدام الفوسفور الأبيض عدة مرات منذ أن شنت غزوها الشامل على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وكذلك أثناء حصار ماريوبول في بداية الحرب.
لم تعترف موسكو علانية أبداً باستخدام الفوسفور الأبيض، وفي العام الماضي أصر السكرتير الصحافي في الكرملين دميتري بيسكوف، على أن “روسيا لم تنتهك أبدا الاتفاقيات الدولية” بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم استخدامه.
الفسفور الأبيض مادة شبيهة بالشمع تشتعل عند ملامستها للأكسجين مكونة أعمدة دخان ساطعة.
حذرت منظمة هيومان رايتس ووتش من أن المادة الكيماوية “معروفة بخطورة الإصابات التي تسببها”.
يحترق الفسفور الأبيض وتصل الحرارة الناتجة عنه إلى 800 درجة مئوية ويمكن أن يسبب حروقاً شديدة في جسم الإنسان. كما أنه شديد اللزوجة ويصعب إزالته، ويمكن أن يشتعل مرة أخرى عند إزالة الضمادات.
روسيا من الدول الموقعة على اتفاقية أسلحة تقليدية معينة، والتي تحظر استخدام الأسلحة الحارقة في المناطق المدنية، أي تلك المصممة لإشعال النيران.
لكن هيومان رايتس ووتش تقول إن الفسفور الأبيض لا يندرج تحت المعاهدة لأن الغرض الأساسي منها هو “إنشاء ستار دخان لإخفاء العمليات العسكرية”
وقد تم استخدام المادة الكيماوية “مراراً وتكراراً على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية”، كما استخدمتها القوات الأمريكية ضد مقاتلي داعش في العراق وسوريا، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
ويقول بعض المحللين إن استخدامه كسلاح حارق بالقرب من مناطق المدنيين سيظل غير قانوني. ولم يعد في باخموت أي سكان تقريباً بعد أن كان يعيش في المدينة قبل الحرب حوالي 80 ألف مدني.
يأتي الهجوم بعد يوم من إعلان قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية، أنه سيسحب قواته من باخموت في 10 مايو/آيار بسبب نقص إمدادات الذخيرة من وزارة الدفاع الروسية.
وقال يفغيني بريغوزين، إن خسائر فاغنر “تتزايد بمتوالية هندسية كل يوم”، وأرجع قراره بالانسحاب من باخموت بشكل مباشر إلى سياسة وزارة الدفاع.
على الرغم من مزاعم بريغوزين، قال مسؤولون أوكرانيون كبار إن فاغنر كان يعيد نشر المرتزقة في اتجاه باخموت في محاولة للاستيلاء على المدينة قبل احتفالات يوم النصر، المقررة يوم الثلاثاء في روسيا.
وقالت نائبة وزير الدفاع حنا ماليار، للتلفزيون الأوكراني “نراهم الآن يسحبون (المقاتلين) من خط الهجوم بأكمله حيث كان يتمركز مقاتلو فاغنر، يسحبونهم إلى اتجاه باخموت”.
يأتي القتال العنيف وسط تقارير تفيد بأن أوكرانيا تستعد لشن هجوم مضاد واسع النطاق في الأسابيع المقبلة. قال بريغوزين، نفسه إنه يعتقد أن الهجوم قد يأتي في أقرب وقت في 15 مايو/آيار.
يمكن أن يحدث هجوم في منطقة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا بنسبة 80٪.
يوم الجمعة، قال حاكم منطقة زابوريجيا الذي نصبته روسيا إنه أمر بإخلاء القرى القريبة من خط الجبهة.
وتعتبر روسيا المنطقة أرضا خاصة بها، بعد استفتاءات داخلية وضم غير قانوني العام الماضي.