أولمبياد طوكيو: آمال الإمارات بـ«الرماية والجودو»
يحمل تواجد الرياضة الإماراتية في أولمبياد طوكيو 2020 رابع أضعف مشاركة في تاريخ الدولة الخليجية، مع تمثيلها من ستة
رياضيين في أربع ألعاب تأهل اثنان منهم فقط عبر التصفيات.
ورغم ذلك، تبقى آمال الإمارات حاضرة من خلال الرماية والجودو لتكرار إنجاز ذهبية الشيخ أحمد بن حشر في الحفرة المزدوجة (دبل تراب) في 2004، وبرونزية سيرجيو توما في الجودو في 2016.
ويمثل الإمارات في طوكيو ستة رياضيين هم سيف بن فطيس في الرماية على الأطباق (السكيت)، وفيكتور سكفورتوف وإيفان رومارنكو (الجودو)، ويوسف المطروشي (السباحة)، وحسن النوبي وفاطمة الحوسني (قوى).
وتُعدّ المشاركة الحالية الأدنى منذ دورة بكين 2008، حين مثل الإمارات وقتها 7 رياضيين، ثم ارتفع العدد إلى 32 رياضياً في
2012 في لندن بعد التأهل التاريخي للمنتخب الأولمبي لكرة القدم، وتقلص إلى 13 في 2016 في ريو دي جانيرو، وتأهل 10
منهم للمرة الأولى عبر التصفيات.
كما أن تواجد 6 رياضيين يعد رابع أضعف مشاركة للإمارات بعد دورة أتلانتا 1996 (5 رياضيين) وسيدني 2000 (4 رياضيين) وأثينا 2004 (4 رياضيين).
ويعيد محمد بن درويش المدير التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية المشاركة الضئيلة إلى “جائحة فيروس كورونا المستجد التي أدت الى صعوبات شديدة في المشاركة في البطولات الدولية المعتمدة لتحقيق أرقام التأهل إلى أولمبياد طوكيو”.
وتابع “الرياضيون الذين يشاركون في الأولمبياد حقق اثنان منهم النتائج المؤهلة للمشاركة وهما لاعبا الجودو، في حين أن
باقي المشاركين تمت دعوتهم عن طريق بطاقات دعوة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، ورغم أن المنافسة والطموح
موجودين، تبقى أرقام معظم المشاركين بعيدة عن دائرة المنافسة باستثناء لاعبي الجودو وسيف بن فطيس في الرماية”.
محاربة النجاح
من جهته، قال الشيخ أحمد بن حشر الذي أهدى بلاده أول ميدالية في تاريخها بفوزه بذهبية الدابل تراب في أثينا لوكالة فرانس برس إن “عدم استثمار فوزي في 2004 هو السبب الرئيسي لعدم تحقيق إنجازات لاحقة، ففي الرماية مثلاً تقدّمت بمشروع لإنشاء أكاديمية لتعليم اللعبة، لكنه فشل بعدما أبصر النور لأن هناك من يحارب النجاح، وللأسف إنهم من فئة المسؤولين عن الرياضة الإماراتية”.
وتابع بن حشر الذي قاد كمدرب البريطاني بيتر ويلسون للفوز بذهبية مسابقة الحفرة المزدوجة في 2012 في لندن “حرام أن أجلس في بيتي وأنا بطل”، في إشارة لعدم الاستعانة به كمدرب لمنتخب الرماية الوطني.
ورغم ذلك أكد بن حشر أن “حظوظ سيف بن فطيس موجودة لنيل ميدالية في طوكيو، لكن عليه أن يكون في قمة مستواه، ولاسيما في أوّل جولتين خلال المنافسات”، معتبراً أن “مشاركته عبر منحه بطاقة دعوة لا تقلل أبداً من شأنه كرام مميز”.
ويأمل بن فطيس أن يتجاوز إخفاق أولمبياد 2016 عندما فشل في نيل ميدالية، رغم أنه كان أحد المرشحين بعد فوزه بذهبية
بطولة العالم 2015 في قبرص.
وقال بن فطيس الفائز بفضية بطولة العالم في الهند في آذار/مارس الماضي ثم ذهبية البطولة العربية في مصر في حزيران/
يونيو إن “مشاركتي ببطاقة دعوة ترجمة لما بذلته من جهد وتعب وتحقيق إنجازات في بطولات عالمية وقارية وعربية عدة في
ظروف صعبة بسبب جائحة كورونا”. وأكد ان “مسيرتي مع الرماية، شهدت تحقيق العديد من الانجازات، ولكنها ما زالت تنتظر
تحقيق ميدالية أولمبية وسأبذل قصارى جهدي لنيلها في طوكيو”.
آمال على الجودو
وإلى جانب بن فطيس، تعلّق الإمارات آمالها على الجودو لتكرار إنجاز سيرجيو توما (المولدافي الأصل) عندما نال برونزية وزن
تحت 81 كلغ في ريو دي جانيرو.
ويشارك فيكتور سكفورتوف في وزن تحت 73 كلغ، وإيفان رومارنكو في وزن تحت 100 كلغ.
وتوقع ناصر التميمي الأمين العام لاتحاد الجودو أن ينافس اللاعبان على ميدالية “ولاسيما فيكتور الذي يملك تصنيفاً جيداً (19
عالمياً)، وسبق أن أحرز في حزيران/يونيو برونزية الغراند سلام في قازان”.
وقال التميمي “بدأنا الإعداد لأولمبياد طوكيو بعد ختام دورة ريو دي جانيرو مباشرة، وسعينا لضمان تأهل لاعبينا إلى طوكيو
مبكراً، وذلك كي يتم إعداد اللاعبين بشكل جيد، وبالفعل فإن المشاركات في البطولات الكبرى والمعسكرات الخارجية لم
تتوقف منذ 2016”. وأضاف أنه “لذلك نضع آمالاً كبيرة على تكرار إنجاز سيرجيو قبل 5 سنوات، والذي كان الأول أولمبياً لجودو
الإمارات”.
وتابع “سنتواجد في الأولمبياد للمرة الثانية توالياً عبر التأهل المباشر، حيث أن فيكتور ضمن تأهله بسبب تصنيفه العالمي
وإيفان لتصنيفه الآسيوي”.
ويكمل يوسف المطروشي (100 م حرة سباحة) وحسن النوبي (100 م جري) وفاطمة الحوسني (رمي القرص) عقد بعثة
الإمارات، من دون أن أي حظوظ في المنافسة.
مشاركة متأخرة
بدأت الإمارات مشاركتها في الأولمبياد في لوس أنجليس 1984 بعد 4 سنوات من قبول عضويتها في اللجنة الأولمبية الدولية.
تمثلت الإمارات بلعبة واحدة هي ألعاب القوى ومثلها 8 عدائين في المشاركة الأولى، قبل أن تشارك في لعبتي السباحة
والدراجات وبعدد 12 رياضياً في اولمبياد سيول 1988، وبالسباحة والدراجات والعاب القوى و10 رياضيين في اولمبياد برشلونة
1992، والسباحة والرماية والدراجات والعاب القوى والبولينغ في اولمبياد اتلانتا 1996، وبالرماية والسباحة والعاب القوى في
أولمبياد سيدني عام 2000.
وفي النسخة الأخيرة في ريو دي جانيرو، شارك 13 رياضياً بينهم 4 سيدات. وكان العدد هو الأكبر منذ أن عرفت المرأة الإماراتية
طريقها إلى الألعاب الأولمبية الصيفية في دورة بكين 2008 عبر الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم في الكاراتيه،
والشيخة لطيفة آل مكتوم في الفروسية.