كتب أحمد محارم من شيكاغو
اذا كانت الحدائق هي رئات المدن فان المتاحف تعد بمثابة العقول منها والذاكرة الحضارة المصرية اطلت على العالم من خلال العديد من المتاحف المتواجدة على ارض مصر فضلا عن تواجد كثير من الاثار المصرية متواجدة في متاحف العالم وهي قبلة ملايين الزائرين الامريكان والسائحين من كل انحاء الدنيا بما يمثله ذلك من اثر إيجابي في تنشيط السياحة.
وكم كانت هناك من مبادرات مهمة لإقامة معارض متنقلة نقلت الى العالم صورة ذهنية حقيقية ترسخت لدى الملايين من البشر والذين كان لهم حلم زيارة مصر والاقتراب من اصحاب هذه الحضارة.
ان يكون مهاجر مصري مهتما بان يبرز بشكل عملي وملموس مدى اهتمام المصريين المهاجرين بان يكون لهم نوع من العطاء كرد جميل لما قدمته لهم بلدهم والوطن الام من فرص تعليم مجانى متميز اتاح لهم فرص التواجد والتميز في وسط هذا التنافس الكبير بين ملايين المهاجرين.
استطاع المهندس المصري كميل حليم باقتدار ان يكون له من الارادة والصبر وعلى مدى ١٢ عاما ان ينجح في بناء صرح متميز بوسط مدينة شيكاغو الامريكية يتكون من خمسة طوابق وقد خصص الطابق الاخير كقاعة احتفالات مزودة بمطبخ استطاع ان يقيم حفلات ومناسبات لعدد يزيد عن ٣٠٠ فرد.
قصة المهندس حليم ليست سهلة ولا عادية فهو مصري حتى النخاع ومهتم بان تكون له مقتنيات تركزت في الاعمال الفنية الزجاجية النادرة وايضا الساعات وتطور صناعتها مع الزمن ومرور الوقت والتقدم العلمي والفني المصاحب لها.
كانت البداية بان يحصل المقتنيات ويشتريها من كبرى المعارض والمزادات في شتى انحاء العالم وضاقت مساحة منزله الكبير بها وكان حلمه ان يقيم بتشييد معرض يليق بفكرة عرض هذه المقتنيات والتي حمل بعضها اشارة لدور مصر عبر الزمن وتأثيرها في الفن والثقافة العالمية، حيث توجد بعض المقتنيات من فرنسا ومن ضمنها قترة ما بعد حملة نابليون بونابرت على مصر، ظهرت معروضات قيمة صناعة فرنسية وبها صور لأثار مصرية مهمة مثل الاهرامات وابو الهول وغيرها من الايقونات المصرية.
الجدير بالذكر ان متحف حليم “للزجاج والزمن” يستقبل زوارا من الداخل الأمريكي من زوار مدينة شيكاغو من كل انحاء العالم، المقتنيات المعروضة بشكل علمي وفنى دقيق وبها شرح وافى قام بإعداده فريق علمي من باحثين متخصصين.
يستقبل المتحف الضيوف والزوار ويضم فريق من العاملين لديهم قدرة كبيرة في الشرح وايصال المعلومات بدقة للمترددين عليه
والمتحف يقع في منطقة مهمة من مدينة شيكاغو بالقرب من الجامعات العريقة والمراكز التجارية والمكاتب الحكومية.
زيارتنا الى المتحف اتاحت لنا فرصة للتعرف على صاحب هذا الصرح العظيم المهندس كميل حليم كانت نتاجا لمدى اهتمام معالى السفير الدكتور سامح ابو العينين قنصل مصر العام في شيكاغو ووسط غرب الولايات المتحدة الامريكية بان يظهر اصحاب هذه الجهود الهامة والمتميزة والتي تهدف للإشادة بدور مصر الريادي في شتى المجالا.
زيارة المتحف تعد اضافة مهمة لمدى قدرة المصريين المهاجرين ان يكونوا خير من يمثل بلدهم بصورة مشرفة واعقب الزيارة غداء عمل بدار سكن مصر لدي السفير وبحضور اقطاب الجالية المهندس كميل عميد الجالية.. والمهندس د رفعت ريس الجمعية المصرية الأمريكية، واجتمعنا خلال الغداء مع الأستاذ فكري
عثمان الصحفي بجريدة الاهرام المصرية والاستاذة فاطمة سليمان الصحفية بجريدة الجمهورية والاستاذ ماجد امين من نيوايجيبت، حيث تم تناولنا سبل تعزيز التواجد المصري في وسط الغرب الامريكي واعتزام متحف كميل والجالية في شيكاغو اقامة حفل خيري العام القادم في حب مصر الوطن الغالي.
يعد متحف “التاريخ الطبيعي” field museum الامريكي اكبر متاحف الولايات المتحدة ويقع في شيكاغو، ويضم جناح المصريات وبه بما يجاوز ٦٠٠٠ قطعة اثارية مصرية، ونري انه تحتاج الى مجهودات خبراء الاثار المصريين لوضع اللمسات اللازمة لإظهارها بالشكل المناسب.
يتحتم علينا دعوة معالي وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة ايناس عبد الدايم ومعالي الدكتور خالد العناني وزير السياحة المصري لزيارة ودعم وتشجيع كلهما، والذى اعتقد انه ومن خلالهما يمكن الإعداد لمناسبات تدعم السياحة المصرية وتشييد بثقافة المصريين ولاسيما انه يقع بالقرب من متحف حليم “للزجاج والزمن”.
انتهت زيارتنا لمتحف حليم “للزجاج والزمن” بدعوة كريمة على الغذاء بمقر اقامة معالى السفير بصحبة المهندس كميل حليم والدكتور رفعت عبد الملك المهندس الاستشاري لكبريات الشركات الامريكية في مجال تصميم السدود وهو مايسترو الجالية المصرية في شيكاغو والتي تضم خيرة ابناء مصر المهنيين في مجالات متنوعة من طب وهندسة وتدريس جامعي، وادارة اعمال، واستشارات، وقانون.
نحن هنا امام تجربة فريدة نتوقف عندها لنشير ونشيد امرين هامان اولاهما أهمية وجود او تواجد مصريين منتشرين في كل انحاء الدنيا وتسليط الضواء على نجاحتهم وإظهار عطاءهم وتميزهم في مجال العمل العام؟ وثانيهما والاهم.. تسليط الضواء هو الجهود الطيبة من الدبلوماسية المصرية من خلال السفراء والقناصل وحرصهم على التواصل مع ابناء الجاليات المصرية وتقديم الدعم والتشجيع لهم.
تحية إعزاز وتقدير لكل القامات المصرية.