إردوغان يأمل أن يتراجع بايدن عن الاعتراف بإبادة الأرمن على يد العثمانيين
وأثار إعلان بايدن التاريخي الذي صدر يوم السبت حنق تركيا العضو مع الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والتي قالت إن
الإعلان “جرح عميق” في العلاقات المتصدعة بالفعل بسبب عدد من القضايا.
وفي أول تصريحات له منذ بيان البيت الأبيض يوم السبت، قال أردوغان إن “الخطوة الخاطئة” ستعيق العلاقات، ونصح الولايات
المتحدة “بالنظر في المرآة” مضيفا أن تركيا ما زالت تسعى إلى علاقات “جوار ودي” مع أرمينيا.
وقال أردوغان بعد اجتماع للحكومة التركية “أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات لا أساس لها وظالمة وتجافي الحقيقة عن
الأحداث الحزينة التي وقعت في منطقتنا قبل قرن مضى”. وكرر دعوته مؤرخين أرمن وأتراك إلى تشكيل لجنة للتحقيق في تلك
الأحداث. وقال “آمل أن يتراجع الرئيس الأمريكي عن هذه الخطوة الخاطئة بأسرع ما يمكن”.
ووجه أيضا انتقادا لاذعا إلى الولايات المتحدة لتقاعسها عن إيجاد حل للصراع المستمر منذ عقود بين أذربيجان وأرمينيا في
ناجورنو قرة باغ والذي تتوسط فيه الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، وقال إن واشنطن اتخذت موقف المتفرج بينما راحت
المذابح تحدث.
وقال “إذا قلتم إبادة جماعية، فإنكم تحتاجون عندئذ إلى النظر إلى أنفسكم في المرآة ثم تجرون تقييما. الأمريكيون الأصليون،
أنا حتى لا أحتاج إلى أن أذكرهم، فما حدث واضح” مشيرا إلى معاملة المستوطنين الأوروبيين لسكان أمريكا الأصليين. ومضى
يقول “في حين أن كل هذه الحقائق ثابتة فإنه لا يمكن أن توجه تهمة الإبادة الجماعية إلى الشعب التركي”.
ودعمت تركيا باكو في الصراع مع أرمينيا على ناجورنو قرة باغ في العام الماضي عندما استعادت قوات أذربيجان مناطق في
الإقليم. وانتقدت أذربيجان إعلان بايدن بينما أشادت به أرمينيا. واختلف أردوغان على عدد ضحايا مذابح عام 1915 قائلا إن 150 ألفا
لقوا حتفهم بينما يقول الأرمن إن العدد 1.5 مليون. وأضاف أنه تم “تضخيم العدد بإضافة صفر في نهايته”.
وتعترف تركيا بأن كثيرا من المسيحيين الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية قُتلوا في اشتباكات مع القوات
العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى لكنها لا تقبل الأعداد كما تنفي أن يكون القتل كان منسقا بشكل ممنهج أو يمثل إبادة جماعية.
فحص القضايا
تبذل واشنطن وأنقرة جهدا مضنيا لإصلاح العلاقات التي تصدعت في السنوات الماضية بسبب عدد من القضايا من بينها قيام
تركيا بشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400 الذي كان من شأنه فرض عقوبات أمريكية على أنقرة بالإضافة إلى
خلافات بشأن سياسة كل منهما في سوريا ونزاعات قضائية.
وفي تصريحات للصحفيين في أنقرة قال رئيس البرلمان التركي مصطفى سنتوب إن النواب سيردون على تصريحات بايدن يوم
الأربعاء. وأظهرت الحكومة التركية ومعظم المعارضة وحدة نادرة في رفض تصريحات بايدن.
وقال أردوغان إنه يتوقع “فتح الباب أمام فترة جديدة” في العلاقات ومناقشة جميع الخلافات مع بايدن خلال قمة حلف شمال
الأطلسي في يونيو حزيران. لكنه حذر من أن العلاقات ستتدهور أكثر إذا لم تنجح الدولتان الحليفتان في حل قضايا الخلاف.
وقال “الآن نحتاج إلى تنحية خلافاتنا جانبا والنظر في الخطوات التي بإمكاننا اتخاذها من الآن فصاعدا، خلاف ذلك ليس أمامنا
اختيار سوى أن نفعل ما يمليه علينا المستوى الذي انحدرت إليه العلاقات يوم 24 أبريل نيسان” مشيرا إلى يوم صدور الاعتراف
الأمريكي بأن مذابح الأرمن إبادة جماعية.