قال مسؤول حكومي، اليوم الجمعة، إن إسبانيا تدرس إلغاء اتفاق يسمح بالمرور دون تأشيرة من مدن المغرب إلى جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين في شمال إفريقيا.
وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية، أن الوزير المسؤول عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، خوان جونزاليس باربا، قال أمس الخميس خلال زيارة لسبتة: “تدرس الحكومة… إلغاء النظام الخاص”.
وأضاف أن “ضوابط الحدود ستُطبق حينها على الحدود مع المغرب”.
وتأتي هذه الخطوة في ظل خلاف بين البلدين بشأن قضايا مرتبطة بالصحراء.
وعلى مدى أعوام كان بإمكان المغاربة من البلدات المحيطة بالجيبين دخولهما دون تأشيرة، لكنها تكون مطلوبة عند السفر إلى إسبانيا أو بقية أنحاء منطقة شنغن المعفية من التأشيرات في أوروبا جوا أو بحرا.
وعلى الرغم من أن هذا الوضع لا يزال قائما من الناحية النظرية، فقد أغلق المغرب الحدود فعليا منذ العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
توتر وتلاسن دبلوماسي
تشير رأي اليوم اللندنية إلى “التلاسن الدبلوماسي” بين المغرب وإسبانيا بسبب نزاع الصحراء الغربية.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها “توحي عودة الملاسنة العنيفة بين المغرب واسبانيا وبهذه الحدة إلى فشل الوساطة التي قامت بها فرنسا بين البلدين”.
تضيف: “نجحت إسبانيا في جر الاتحاد الأوروبي وراءها في الأزمة التي نشبت بينها وبين المغرب في أعقاب استقبالها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي”.
يقول محمد بنيس في العربي الجديد “تتجه العلاقات المغربية – الإسبانية إلى مزيد من التوتر، في غياب بوادر للصلح بين البلدين. وتحاول مدريد زجّ الاتحاد الأوروبي في الأزمة الراهنة، في مسعى إلى التخفيف من تبعاتها السياسية عليها”.
يذهب الكاتب إلى أن ما تريده مدريد يتمثل في “الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، لكن مع إبقاء جرح الصحراء مفتوحاً، لأنّ التئامه تحت السيادة المغربية سيوفر له موارد سياسية واقتصادية تعزّز وضعه الجيوسياسي في المنطقة، وتجعله قادراً على طرح قضية المدينتين المحتلتين للتفاوض على مستقبلهما”.
ويرى أن “المغرب بحاجةٍ ماسّة إلى تأهيل جبهته الداخلية، من خلال إصلاح سياسي حقيقي… وبناء تنمية اجتماعيةٍ منتجةٍ تسحب البساط من تحت أقدام الإسبان الذين استغلوا قضية القاصرين، ونجحوا في إظهار المغرب في صورة البلد الذي يتخلّى عن أبنائه من أجل حسابات سياسية”.
مناورات إسبانية ضد المغرب
يقول صبري الحو في الصحيفة المغربية إن العلاقات المغربية-الإسبانية “مرت بمنعطفات كثيرة خلال السنوات الأخيرة”.
وبوجه نظره، فإنه “بالتعنت الممنهج ستخسر إسبانيا المغرب كحليف استراتيجي لها بعدما ظهر له جلياً، وتأكد له بالدليل أنها تناور ضد وحدته الترابية علنا برفض الإعلان الأمريكي بمغربية كل الصحراء، وبنهج سياسة المكاييل”.
يرى خالد السموني في الجزيرة السعودية أن السياسة الخارجية الجديدة لإسبانيا تجاه المغرب خلال المدة الأخيرة مبنية على الواقعية السياسية، وترمي إلى “التأثير على المغرب على المستوى الجيوستراتيجي، بالتحالف مع خصوم الوحدة الترابية”.
ويضيف أن “إسبانيا صارت تنظر إلى المغرب كمنافس جيوستراتيجي لها على مستوى القارة الإفريقية، بعدما كانت آخذة عليه صورة نمطية كمستعمرة سابقة وبلد متخلف”.
ويشير الكاتب إلى مطالبة مدريد واشنطن “بالتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، فضلاً عن مناوراتها داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أوروبي موحد في الموضوع”.
ويقول إن “إسبانيا لم تقتصر على علاقتها بالجزائر، بل تسعى إلى توسيع هذه العلاقات لتشمل دول مغاربية أخرى مثل موريتانيا وتونس وليبيا”.
تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها إن “استقواء مدريد بالاتحاد الأوروبي، وتوريطه كمنظومة في نزاعات سياسية وعسكرية مع دول الجوار تكتيك يفيد الدولة الأوروبية المعنيّة على المدى القصير، لكنّه، على المدى الاستراتيجي، يساهم في جو الاستقطابات السياسية الكبيرة في العالم، ويؤطر الاتحاد الأوروبي مجدداً في صورة القارّة الاستعماريّة ذات الماضي الدمويّ البائس، التي استباحت العالم وقامت بخلق أزمات كبرى مزمنة خلّفت ملايين الضحايا”.