إسرائيل تتمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا كما هو الشأن بالنسبة إلى الحدود مع لبنان وسوريا

0

استبقت إسرائيل انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، معلنة تمسكها بالبقاء في محور فيلادلفيا، كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة العازلة مع لبنان وسوريا.

وتنتهي مساء السبت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وبموجب الاتفاق كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل في ذات اليوم الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.

لكن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قال الخميس إن محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر سيبقى “منطقة عازلة”، وذلك في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الراهن.

وتتذرع إسرائيل باستغلال حماس المنطقة من أجل تهريب السلاح، وقال كاتس “رأيت عددا لا بأس به من الأنفاق تخترق فيلادلفيا، بعضها كان مغلقا والآخر مفتوحا.”

ونفت كل من مصر وحركة حماس مرارا وجود أي أنفاق بمنطقة محور فيلادلفيا التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي منذ مايو 2024، ضمن الحرب التي شنها على غزة.

وسارعت حركة حماس الخميس إلى رفض تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، معتبرة أنها تشكل “انتهاكا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة لاختلاق الذرائع لتعطيله وإفشاله.”

في المقابل لم تبد مصر أي موقف، ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت القاهرة مستعدة للقبول بوجود قوات إسرائيلية بالقرب منها “إلى أجل غير مسمى”، وبانتهاك اتفاقية كامب ديفيد للسلام.

ويرى محللون أن الموقف الإسرائيلي يأتي في سياق إعلاء سقف المطالب، قبيل مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوفده بالتوجه للمشاركة بها في القاهرة.

ويقول المحللون إن المحادثات بشأن هذه المرحلة لن تكون كسابقتها، وستكون أشد صعوبة وتعقيدا بما أنها المرحلة التي يتعين على إسرائيل القيام فيها بانسحاب كامل من القطاع.

وصرح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين لهيئة البث الإسرائيلية الخميس بأن “إسرائيل وضعت أربعة شروط أساسية للمضي قدما في المرحلة الثانية من الاتفاق، وهي: ضمان عودة جميع المخطوفين المحتجزين لدى حماس، وتفكيك حركة حماس بالكامل فور انتهاء الحرب، ونزع السلاح من قطاع غزة بشكل كامل، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع بعد الحرب.”

ويشير المحللون إلى أن حماس لن تقبل بنزع السلاح وفرض إسرائيل سيطرتها الأمنية، وأن الأمور قد تنسحب إلى تمديد للمرحلة الأولى من الاتفاق.

ولا يستبعد المحللون أن تنجح إسرائيل في الحفاظ على الوضع الراهن في محور فيلادلفيا، أسوة بما تسعى إليه في لبنان وأيضا في سوريا، حيث تريد توسيع نطاق سيطرتها وخلق منطقة آمنة للمستوطنات المقامة على الجانبين.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي الخميس أن قواته “ستبقى إلى أجل غير مسمى” في المنطقة العازلة على طول الحدود مع لبنان وأن انتشارها هناك “يعتمد على الوضع”.

وقال كاتس خلال مؤتمر لقادة المجالس الإقليمية في إسرائيل “هناك منطقة عازلة (على الحدود مع لبنان)، لم يكن الأمر سهلا لكنني تمسكت بموقفي، حصلنا على ضوء أخضر أميركي، قدمنا لهم خارطة وسنبقى إلى أجل غير مسمى، الأمر يعتمد على الوضع لا على الوقت.”

ليبرمان: منظومة إسرائيل الأمنية فشلت فى 7 أكتوبر وعلى جميع المسؤولين ترك مناصبهم

وكان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في الثامن عشر من فبراير الجاري بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجانبين في نوفمبر 2024.

وفي موعد الانسحاب، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن بلاده “ستبقى مؤقتا في خمس نقاط إستراتيجية عالية” في جنوب لبنان، مشيرا إلى أن هذه المواقع “ضرورية لأمننا”.

وأضاف ساعر “بمجرد أن ينفذ لبنان التزاماته ضمن الاتفاق، لن تكون هناك حاجة إلى الاحتفاظ بتلك النقاط.”

واعتبر لبنان “استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالا.”

وينص الاتفاق على أن ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك بنيته التحتية العسكرية المتبقية في الجنوب.

وتواصل إسرائيل شن ضربات في الأراضي اللبنانية ويتبادل الطرفان الاتهام بانتهاك الهدنة.