إسرائيل ترجئ إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين بعد إفراج حماس عن ستة رهائن في غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيتأجل حتى تنهي حماس ما وصفه نتنياهو ب”المراسم المهينة” أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين. فيما اعتبرت الحركة الفلسطينة أن تأخير إسرائيل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين هو “خرق فاضح” لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان أنه ” تقرر تأجيل إطلاق سراح الإرهابيين الذي كان مخططا له السبت حتى يتم ضمان إطلاق سراح الدفعة التالية من الرهائن الإسرائيليين، دون مراسم مهينة” بينما كان من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح 602 من المعتقلين الفلسطينيين مقابل الإسرائيليين الستة الذين أفرجت عنهم حركة حماس السبت في إطار عملية التبادل السابعة لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
“خرق فاضح” لاتفاق الهدنة
ومن جانبها، اعتبرت حركة حماس مساء السبت أن تأخير إسرائيل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين بعدما أطلقت في وقت سابق سراح ستة رهائن إسرائيليين هو “خرق فاضح” لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في بيان إن “عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة من عملية التبادل في الموعد المتفق عليه يمثل خرقا فاضحا للاتفاق”، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “بمواصلة سلوك التسويف والمماطلة”.
هذا، وكانت قد أفرجت حماس عن ستة إسرائيليين، بعضهم من مزدوجي الجنسية، في وقت سابق السبت، يمثّلون المجموعة الأخيرة من الرهائن الأحياء تنفيذا للمرحلة الأولى من الهدنة.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أنه سيتم بالمقابل الإفراج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين السبت بينهم 50 محكوما بالسجن المؤبد. وأضاف أنه من المقرر إبعاد 108 من المعتقلين خارج الأراضي الفلسطينية.
ومثلما جرى في عمليات التسليم السابقة بغزة، انتشر مقاتلون مسلحون وملثمون من حماس بزيهم العسكري، وأعدت الحركة منصتين صعد إليهما خمسة من الرهائن برفقة مقاتليها قبل تسليمهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وانتشر مئات من مقاتلي حماس وهم يحملون بنادق رشاشة أو قذائف صاروخية، في رفح أولا بجنوب قطاع غزة، حيث تم تسليم الرهينتين تل شوهام وأفيرا منغستو.
وقرأ تل شوهام، الإسرائيلي الإيطالي النمساوي البالغ 40 عاما كلمة عبر المذياع.
وبجانبه على المنصة وقف أفيرا منغستو (38 عاما) الذي احتجز لنحو عشر سنوات في القطاع الفلسطيني، خافضا رأسه، وبدا يمشى بصعوبة إلى المنصة. ووصفته السلطات الإسرائيلية بأنه غير مستقر نفسيا، وصُوّر وهو يتسلق السياج الذي يفصل إسرائيل عن غزة العام 2014، وكان محتجزا منذ ذلك الحين.
“لحظة طال انتظارها”
وبعد رفح بقليل، تكرر السيناريو نفسه في مخيم النصيرات وسط القطاع، مع إفراج حماس عن إيليا كوهين وأومير شيم توف وأومير وينكرت الذين تراوح أعمارهم بين 22 و27 عاما، وخطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي في جنوب إسرائيل. وظهر الثلاثة مبتسمين بعد 505 أيام في الأسر، ووجهوا التحية للحشود.
ومن جهتها، تندد إسرائيل والأمم المتحدة والصليب الأحمر بترتيبات حماس عند كل عملية لإطلاق سراح الرهائن.
وفي شكل منفصل، أعلن الجيش الاسرائيلي تسلّم الصليب الأحمر بعيدا عن الكاميرات الرهينة السادس هشام السيد (37 عاما) من البدو في إسرائيل وكان محتجزا في غزة منذ حوالي عشر سنوات.
وقالت عائلة السيد بعد الإفراج عنه إنها “كانت لحظة طال انتظارها”.
كما أعربت عائلة منغستو عن ارتياحها لإطلاق سراحه بعد “عشر سنوات وخمسة أشهر من معاناة لا توصف”.
وأبدت عائلة تل شوهام “ارتياحها الكبير” وقالت إنها تتعاطف مع عائلات الرهائن الآخرين.
وفي تل أبيب تجمع أقرباء الرهائن وداعموهم في “ساحة الرهائن” لمتابعة عمليات الإفراج في بث مباشر على شاشات كبيرة.
اقرأ أيضاحماس تعتبر تأخير إسرائيل الإفراج عن المعتقلين “خرق فاضح” لاتفاق الهدنة
ومن جهته، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان لمكتبه إنه رحب بعودة الرهائن معتبرا “أنها لحظة فرح وارتياح لعائلاتهم وكل الأمة”، مضيفا أن “حكومة إسرائيل عازمة على مواصلة التحرك بحزم بهدف إعادة جميع رهائننا إلى الوطن”، سواء أحياء أو أمواتا.
وقبيل ذلك أكدت عائلة شيري بيباس (32 عاما) مقتلها عقب التعرف على جثتها بعدما سلمتها حركة حماس الجمعة.
وتحوّلت هذه العائلة إلى رمز لأزمة الرهائن والصدمة التي عرفتها إسرائيل، إذ خطف أثناء الهجوم ياردين بيباس زوج شيري، وطفلاهما أرييل وكفير اللذان كانا يبلغان أربع سنوات وثمانية أشهر ونصف شهر.
وكانت حركة حماس قد سلّمت الخميس أربع جثث في إطار اتفاق الهدنة مع الدولة العبرية، قائلة إنها جثث شيري وأرييل وكفير، والمسنّ عوديد ليفشيتز. لكن السلطات الإسرائيلية أعلنت لاحقا أن شيري بيباس لم تكن بين الجثث، وأن الجثة الرابعة هي لامرأة من غزة.
وبعد الإقرار باحتمال حدوث خطأ، سلمت حماس رفات شيري بيباس.
“ادعاءات باطلة”
وإلى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة حماس بارتكاب “عمليات قتل مروعة”، فيما اتهمها الجيش بقتل الطفلين “بأيدٍ عارية” أثناء أسرهما في قطاع غزة.
وقالت عائلة بيباس السبت إنها لم تتلق “أي تفاصيل” من السلطات الإسرائيلية بشأن ظروف مقتلهم، وطلبت تجنب “نشر أي تفاصيل” حول هذا الموضوع. وأضافت “لقد كانت جريمة قتل، ولا داعي لمزيد من الاعتبارات”.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 مقتل شيري وطفليها جراء ضربة جوية إسرائيلية في غزة.
واتهمت الحرك إسرائيل السبت بنشر “الأكاذيب” بشأن مقتل الأم وطفليها، قائلة “هذه الادعاءات الباطلة هي محاولة مكشوفة من الاحتلال المجرم للتلاعب بمشاعر عائلات أسراه، ولحرف الغضب الشعبي المتصاعد ضد (بنيامين) نتانياهو وحكومته الإرهابية المتطرفة”.
نتنياهو يراوغ لتعطيل “اتفاق غزة”
هذا، وحذّرت حماس السبت “من محاولات الاحتلال التنصّل من الاتفاق”، مضيفة أن “الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو عبر التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق”.
وقالت حماس الأربعاء إنها مستعدة للإفراج “دفعة واحدة” عن كل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة خلال المرحلة الثانية من الاتفاق والتي كان مقررا أن تبدأ في الثاني من آذار/مارس. لكن المفاوضات غير المباشرة بشأن هذه المرحلة التي يُفترض أن تضع حدا للحرب بشكل نهائي، تأخرت مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الهدنة.
ويذكر أنه، ما يزال 62 من بين 251 رهينة خطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، محتجزين في قطاع غزة بينهم 35 قتلوا، وفق الجيش الاسرائيلي.
ومنذ بدء الهدنة تسلمت إسرائيل 29 رهينة بينهم 4 قتلوا، مقابل إطلاق سراح أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.