إيّاك وجرح الناس بقلم الشاعر يونس البلوشي

9

في هذه الحياة، لا شيء أثقل على النفس من جرحٍ أتى ممن ظنناهم الأقرب. فالكلمة الجارحة قد لا تُرى، لكنها تترك أثرًا لا يُمحى في القلوب. لذلك، إيّاك وجرح الناس، لأن ما يُقال قد يُغفر، لكن ما يُشعر به لا يُنسى.

كم من شخصٍ تظاهر بالقوة وهو يحمل في داخله جرحًا صنعته كلمة عابرة؟ وكم من قلبٍ خذله من لم يتوقع خذلانه؟ نحن لا نعلم ما يمر به الآخرون من صراعات وأحزان، لذا يجب أن نكون رُحماء، نُراعي مشاعرهم ونُحسن إليهم.

ليس المطلوب أن نتفق مع الجميع، لكن أن نكون مؤدبين في اختلافنا، وأن نختار ألفاظنا بعناية، لأن الكلمة إما أن ترفع إنسانًا، أو تكسِره. فرفقًا بالقلوب، فإنها ليست من حديد.

الكرم الحقيقي لا يكون فقط في المال، بل في اللطف، والاحترام، وتجنب الأذى. فلنكن ممن يتركون أثرًا طيبًا في نفوس من يمرون في حياتهم، لا ممن يتركون ندوبًا لا تُشفى.

ختامًا، اجعل من لسانك أداة سلام، لا سلاحًا يطعن. فكل شيء يُنسى، إلا شعور الألم من كلمة قاسية… فاحذر، فإن جراح المشاعر لا يُداويها اعتذار متأخر.