ابتهال أبو سعد: المهندسة المغربية التي تحدّت مايكروسوفت وكشفت تورطها مع إسرائيل”

2

في لحظة نادرة من الشجاعة والجرأة، وقفت المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد، موظفة في شركة مايكروسوفت، خلال احتفال الشركة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، لتُعبّر عن احتجاجها العلني على تورط الشركة في دعم الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.YouTube
أثناء تقديم مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، صرخت ابتهال قائلة: “عار عليك.. أنت تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي إلى الجيش الإسرائيلي. 50 ألف شخص ماتوا، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا”.

«انقسام داخلي».. ولاية كاليفورنيا تقود عصيان ضد رسوم ترامب الجمركية
لم يكن هذا الاحتجاج العلني سوى تتويج لمسيرة مهنية وأكاديمية حافلة. وُلدت ابتهال في المغرب عام 1999، ونشأت في أسرة محدودة الدخل. أظهرت منذ صغرها شغفًا بالتكنولوجيا، مما أهلها للحصول على منحة دراسية كاملة في جامعة هارفارد، حيث تخصصت في علوم الحاسوب والبرمجة، مع تركيز على الذكاء الاصطناعي.
بعد تخرجها، انضمت إلى مايكروسوفت عام 2022، حيث عملت في قسم الذكاء الاصطناعي وساهمت في تطوير منتجات مثل خدمة “مايكروسوفت أزور” السحابية. خلال عملها، اكتشفت أن تقنيات الشركة تُستخدم لدعم الجيش الإسرائيلي في عمليات المراقبة والاستهداف، مما دفعها لاتخاذ موقف جريء.
أرسلت ابتهال رسالة بريدية إلى آلاف الموظفين في مايكروسوفت، موضحةً فيها دوافع احتجاجها، وكشفت عن عقد بقيمة 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية، يُستخدم لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة “مايكروسوفت أزور”، مما يُسهم في مراقبة الفلسطينيين.
هذا الموقف الجريء لاقى إشادة واسعة من قبل نشطاء حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني، معتبرين أن ابتهال جسّدت صوت الضمير الإنساني في مواجهة التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي.
تُبرز قصة ابتهال أبو سعد أهمية الوقوف ضد استخدام التكنولوجيا في انتهاك حقوق الإنسان، وتؤكد على دور الأفراد في محاسبة المؤسسات الكبرى على سياساتها، خاصةً عندما تتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية.