احتجاجات تونسية في ذكرى اغتيال شكري بلعيد
تزامنا مع ذكرى شكري بلعيد، فرضت قوات الأمن في تونس طوقا أمنيا، يوم السبت، على
المداخل المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس.
في السياق نفسه، منعت قوات الأمن منعت دخول المواطنين إلى الشارع إلا من ثلاثة مداخل
فرعية، فرض عناصرها السيطرة عليها.
يشار إلى أنه كان قد تقرر تنظيم مسيرة احتجاجية، السبت، تزامنا مع ذكرى اغتيال شكري بلعيد، للمطالبة
بمحاسبة المتورطين في اغتياله.
كما طالبت المحتجون بحل البرلمان وطرد الإخوان وإطلاق سراح الموقوفين، واحتجاجا
على سياسات الحكومة.
وكان بلعيد، الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد “الوطد”، وأحد مؤسسي
الجبهة الشعبية، قد اغتيل بالرصاص أمام منزله في السادس من فبراير عام 2013.
وفي وقت مبكر من السبت، حاولت السلطات الأمنية، أن تقيم طوقا أمنيا حول المداخل التي تؤدي
إلى شارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة، لكن الغاضبين تمكنوا من الوصول إلى المكان.
في السياق نفسه، أدانت الحشود، اغتيال شكري بلعيد، الذي كان أمينا عاما لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد،
واغتيل في السادس من فبراير 2013 أمام منزله في ولاية أريانة، بعدما عُرف بمواقف مدافعة
عن التغيير وناقدة للأصوات المتطرفة.
كما رفع المحتجون شعارات تدينُ الاغتيالات السياسية وحركة النهضة التي تتُهم بتعبيد الطريق أمام
العنف والتشدد في البلاد بعد دخولها معترك العمل السياسي.
اتهام النهضة
وفي وقت سابق اليوم جدد شقيق شكري بلعيد اتهامه لحركة النهضة بالتورط في عملية
اغتياله. ودعا كافة التونسيين غير الراضين عن الوضع الحالي في البلاد إلى المشاركة في المسيرة.
كذلك، حمّل كل من حزب العمال والمسار الديمقراطي الاجتماعي، في بيانين أصدرتهما اليوم،
حركة النهضة المسؤولية في اغتياله.
بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل، مع مجموعة من الأحزاب والجمعيات والمنظمات
والمبادرات والتنسيقيات الشبابية، للمشاركة بكثافة في تلك التظاهرة بمناسبة الذكرى
الثامنة لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد.
تعزيزات أمنية
بالتزامن، دفعت السلطات التونسية، بتعزيزات أمنية وأغلقت بعض الشوارع المؤدية إلى شارع
الحبيب بورقيبة بالعاصمة، فيما دعت سفارة الولايات المتحدة الأميركية بتونس، رعاياها إلى
عدم “الاقتراب من التجمعات وأماكن الاحتجاج خاصة وسط العاصمة”، وفق بيان نشرته على
صفحتها الرسمية بفيسبوك.
يذكر أن بلعيد اغتيل في فبراير 2013، ومازال هذا الملف تماما كاغتيال محمد البراهمي
( 25 يوليو 2013 )، بين أيدي القضاء.
وكانت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، أشارت سنة 2018، إلى تورط حركة النهضة عبر
“تنظيم سري” في اغتيال المعارضين التونسيين، وكشفت عن وثائق وصفتها بالـ”خطيرة”،
قائلة إنها كانت مودعة في “غرفة سوداء” بوزارة الداخلية.