من المتوقع أن تشهد أجزاء من الولايات المتحدة درجات حرارة قياسية اليوم الأحد، مع تحذيرات من مستويات حرارة “خطيرة” في الأسبوع المقبل في أنحاء الجنوب الغربي.
ما يقرب من ثلث الأمريكيين، نحو 113 مليون شخص، يتلقون حاليا تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، من فلوريدا إلى كاليفورنيا وحتى ولاية واشنطن.
وحضت خدمة الطقس الوطنية في البلاد الناس على عدم التقليل من المخاطر على الحياة.
وقد سُجل أعلى مستوى على الإطلاق، يوم السبت، عند 118 درجة فهرنهايت (48 درجة مئوية) في فينيكس بأريزونا.
وهذا يعني أن درجات الحرارة وصلت إلى 110 درجة فهرنهايت (43 درجة مئوية) لمدة 16 يوما على التوالي، وهو بحد ذاته رقم قياسي تقريبا.
وأبلغت العيادات المتنقلة هناك عن علاج مشردين يعانون من حروق من الدرجة الثالثة.
ومن المتوقع أن يصل ما يعرف بوادي الموت في كاليفورنيا – أحد أكثر الأماكن سخونة في العالم – إلى 129 درجة فهرنهايت (54 درجة مئوية)، وهو ما يقترب من أعلى درجات الحرارة التي تم تسجيلها بشكل موثوق على الأرض.
وقالت خدمة الطقس الوطنية أنه يمكن أيضا تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة يوم الأحد في السجلات المحلية في وادي سان هواكين وصحراء موهافي ومناطق الحوض العظيم.
وأوضحت الخدمة مساء السبت أن درجات الحرارة “تشكل خطرا على الصحة ومن المحتمل أن تكون مميتة لأي شخص بدون تبريد فعال و/أو ترطيب كاف”.
وتشير التقديرات إلى وفاة نحو 700 شخص كل عام لأسباب تتعلق بالحرارة في الولايات المتحدة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويقول المسؤولون في كندا المجاورة، إن حرائق الغابات التي أججها ارتفاع درجات الحرارة فوق المتوسط، والتي غطّت أجزاء من الولايات المتحدة بالدخان، أدت الآن إلى حرق ما يقرب من 10 ملايين هكتار من الأراضي.
قالت خدمة الطقس الوطنية في وقت سابق إن درجات الحرارة في جنوب غرب أمريكا ناتجة عن ارتفاع مستوى الضغط، والذي عادة ما يجلب معه درجات حرارة أكثر دفئا، مضيفة أن موجة الحر كانت “واحدة من أقوى” موجات الحر التي ضربت المنطقة.
قد تصل الحرارة في لاس فيغاس، نيفادا، مع أعلى مستوى مسجل لها على الإطلاق، وهو 117 درجة فهرنهايت (47 درجة مئوية) في الأيام القليلة المقبلة.
وحذّر مسؤولو الطقس هناك السكان المحليين الذين اعتقدوا أنهم قادرون على التعامل مع درجات الحرارة من أن هذه “ليست حرارة الصحراء المعتادة”.
وغرّدت خدمة الطقس في لاس فيغاس “إنها الصحراء، بالطبع الجو حار. هذا تفكير خطير”!
وأضافت “موجة الحر هذه ليست حرارة صحراوية نموذجية بسبب مدتها الطويلة، ودرجات الحرارة القصوى خلال النهار، والليالي الدافئة. يحتاج الجميع إلى التعامل مع هذه الحرارة بجدية، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في الصحراء”.
كما حذّرت خدمة الطقس الوطنية من أن “العواصف الرعدية القوية إلى الشديدة، والأمطار الغزيرة والفيضانات ستكون محتملة في عدة مواقع”، بما في ذلك منطقة نيو إنغلاند شمال شرق أمريكا.
وواجهت أجزاء من جنوب غرب الولايات المتحدة بالفعل درجات حرارة شديدة الارتفاع خلال الأسبوع الماضي. وفي إل باسو بولاية تكساس، ظلت درجات الحرارة مرتفعة إلى مستوى ثلاثة أرقام فهرنهايت لمدة 27 يوما متتاليا.
وتجاوز استخدام مكيفات الهواء في الولاية الرقم القياسي السابق لاستهلاك الطاقة حيث يحاول الناس البقاء هادئين، في حين أغلقت الحدائق والمتاحف وحدائق الحيوان أو قلّلت من ساعات عملها.
وشهدت المستشفيات أيضا حالات دخول مرتبطة بالحرارة.
قال الدكتور أشكان موريم، الذي يعمل في غرفة الطوارئ في مستشفى ديغنيتي هيلث سيينا، خارج لاس فيغاس “إننا نتلقى الكثير من الأمراض المرتبطة بالحرارة الآن، والكثير من حالات الجفاف، والإنهاك الحراري”.
ومن المتوقع أن تظل درجات الحرارة خلال الليل عند مستويات “دافئة غير معتادة” في بعض المناطق، مما يوفر القليل من الراحة أثناء الليل من الحرارة.
وتتطابق موجة الحر الأمريكية مع ما شهدته أوروبا من ظروفا قاسية مماثلة جراء ارتفاع درجات الحرارة، مما أجبر اليونان على إغلاق أحد معالمها السياحية الرئيسية، الأكروبوليس، يومي الجمعة والسبت.
إذ شهد الأسبوع الأول من يوليو/تموز متوسط درجة حرارة عالمية تبلغ 63 درجة فهرنهايت (17.23 درجة مئوية)، وفقا للأمم المتحدة، وهو أعلى معدل تم تسجيله على الإطلاق.
يقول العلماء إن درجات الحرارة مدفوعة بتغير المناخ ونمط الطقس الطبيعي المعروف باسم النينيو، والذي يحدث كل ثلاث إلى سبع سنوات ويسبب ارتفاع درجات الحرارة.
لقد ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات.