استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد نجاح تعويم السفينة الجانحة

98

أعلنت هيئة قناة السويس المصرية أنها ستستأنف حركة الملاحة في كلا الاتجاهين مساء الاثنين
بعد إعادة تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر
من 400 سفينة عبور الممر الملاحي.

وقال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس إنه “تم فحص قاع القناة وإن السفن ستعبر منها
اليوم (الاثنين)”، بعد تعويم السفينة إيفر غيفن التي يبلغ طولها 400 متر في وقت سابق.

وأضاف ربيع لقناة النيل التلفزيونية المصرية إن سفينة الحاويات التي كانت جانحة في القناة سليمة
وليس بها أي مشاكل.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي انتهاء أزمة سفينة الحاويات،
وكتب عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي “لقد نجح المصريون اليوم في إنهاء
أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس، رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل
جانب، وفي إعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي، بأيد مصرية”.

وتابع أن هذه الخطوة “تطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي يمررها هذا الشريان
الملاحي المحوري”.

مميش: حررت وأبحرت بالفعل

وكان إيهاب مميش، مستشار الرئيس المصري لمشروعات محور قناة السويس، أعلن في الساعات
الأولى من صباح الاثنين نجاح جهود تعويم مقدمة السفينة، مشيرا إلى أنها “حررت وأبحرت بالفعل”،
فيما أكدت وسائل إعلام محلية أن السفينة عادت إلى مسارها الطبيعي وشغلت محركاتها، وبدأت
التحرك.

ونجحت الطواقم في إزاحة السفينة الجانحة عن ضفة الممر المائي دون التأثير سلبا على قوام السفينة
، بحيث لا تتسرب المياه إليها أو يحدث تسريب للوقود.

وأعلنت هيئة قناة السويس عن استئناف الملاحة البحرية بدءا من ظهر الاثنين، وذلك بمجرد توجيه
السفينة إلى منطقة الانتظار بالبحيرات.

وأحدث تعطل حركة الملاحة في القناة أزمة على طرفي الممر برسو أزيد من 369 سفينة تجارية،
وأربك سلاسل الإمدادات خاصة في أوروبا، بعدما تسبب جنوح السفينة في تعطل حركة مرور السفن
بالمجرى الملاحي الدولي.

وقال رئيس هيئة القناة أسامة ربيع في بيان الاثنين إن عبور السفن المنتظرة عند قناة السويس
سيستغرق “ثلاثة أيام ونصف تقريبا”.

وأوضح أن “السفينة القاطرة الهولندية ‘إي.بي.أل غارد’ وصلت مساء الأحد وشاركت في جهود
تعويم السفينة”. وتحركت مؤخرة السفينة التي تبلغ حمولتها أكثر من 200 ألف طن، لتبتعد عن
الضفة الغربية للقناة، ويتم تعديل مسار السفينة الجانحة بشكل ملحوظ بنسبة 80 في المئة.

وجنحت سفينة الحاويات “أم.في إيفر غيفن”، التي يزيد طولها عن طول أربعة ملاعب لكرة القدم،
بالعرض في مجرى قناة السويس صباح الثلاثاء فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين
في المجرى المائي بالغ الأهمية.

وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم
برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.

تراجع أسعار النفط

وبعد النجاح في تعويم السفينة نزلت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المئة الاثنين، بعد أن شهدت
تقلبا كبيرا في الأيام القليلة الماضية، إذ حاول المتعاملون والمستثمرون الموازنة بين تأثير إغلاق
قناة السويس، إحدى نقاط العبور الرئيسية للتجارة العالمية، والتأثير الأوسع نطاقا لإجراءات الإغلاق
الرامية إلى احتواء الإصابات بفايروس كورونا.

وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن تعطّل نقل البضائع نتيجة وقف الملاحة بالقناة، “يكلّف
التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار” في اليوم.

وقالت شركة “لويدز ليست” إنّ الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار يوميا بين آسيا
وأوروبا، مشيرة إلى أن “الحسابات التقريبية” تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر
قيمتها بحوالي 5.1 مليار دولار، ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4.5 مليار دولار.

وقدّر رئيس هيئة قناة السويس السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين
12 و14 مليون دولار، موضحا أن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح سفينة الحاويات
الضخمة بالمجرى المائي، ومشيرا إلى احتمال وجود خطأ فني أو بشري، في انتظار أن تكشف عنه
نتائج التحقيق.

والسبت أعلنت وزارة النفط السورية أنها تعمد إلى “ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات
النفطية” لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد
بسبب تعطّل حركة عبور القناة.

وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة عبور
القناة. وحذّرت منظمة “أنيمالز إنترناشونال” غير الحكومية من “مأساة” محتملة تهدد نحو 130 ألف
حيوان.

فرق خدمات بيطرية

لكن وزارة الزراعة المصرية أفادت في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع فيسبوك بأنها قررت
إرسال فرق خدمات بيطرية وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن، “حفاظا على صحة هذه المواشي
القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية”.

وفي انتظار استئناف الملاحة في قناة السويس، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية
أو الشركة العامة الملاحية “سي.أم.أي – سي.جي.أم” الفرنسية، تحويل بعض السفن إلى طريق رأس
الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة أفريقيا، وهو ما يعني 6 آلاف كيلومتر إضافية إلى الرحلة
بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.

وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية أن المجموعة قرّرت تحويل خط سير اثنتين من سفنها المتجهة
إلى آسيا إلى رأس الرجاء الصالح، وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات
أو عبر خطوط السكك الحديدية.

وأفادت وكالة بلومبرغ بأن 13 سفينة حبوب أميركية على الأقل غادرت موانئ التصدير الأميركية في
طريقها إلى قناة السويس من أواخر فبراير الماضي، وحولت سفينتان منها طريقهما بسبب أزمة
سفينة الحاويات الجانحة.