استنفار قوات الدعم السريع بعد قرار الجيش السوداني استدعاء الاحتياط
وصفت قوات الدعم السريع في السودان، إعلان الجيش ببدء التعبئة العامة لمتقاعدي القوات المسلحة بـ”الخطير”، مؤكدة أنه “يعكس يأس وتخبط الانقلابيين وفشلهم في ميدان المعركة”.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيان لها، إنها “لن تتراجع حتى تحقيق التحول الديمقراطي المدني الكامل وتقديم هذه الطغمة للعدالة”، داعية من وصفتهم بـ “الشرفاء من القوات المسلحة التصدي لهذا المخطط الرامي لتفتيت نسيج المجتمع”.
وأكد البيان أن “الدعم السريع لن تتوقف حتى تحقيق النصر الأكيد بالتحول الديمقراطي المدني الكامل، وتقديم هذه الطغمة الفاسدة للعدالة واجتثاث الخلايا المريضة من جسد الأمة العظيمة، ووضع البلاد في طريق السلام والحرية والعدالة”.
ودعت وزارة الدفاع السودانية، أمس الجمعة، الجنود المتقاعدين و”القادرين على حمل السلاح” للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم، وذلك في تطور لافت لمجريات الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي.
وقال وزير الدفاع السوداني المكلف، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين: “بما أن قوات التمرد (يقصد الدعم السريع) تمادت في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على معاشيي [المتقاعدين] القوات النظامية، إننا نوجه نداءنا هذا ونهيب بكل معاشيي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم، تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.
وتتواصل منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين؛ في حين لا يوجد إحصاء رسمي من ضحايا العسكريين من طرقي النزاع العسكري.
ولم تفلح أكثر من هدنة جرى الاتفاق عليها بين طرفي القتال بوساطات عربية وأمريكية، في إنهاء القتال والحد من تبعاته على المدنيين، كان آخرها اتفاق هدنة تسري لمدة أسبوع اعتبارا من مساء الاثنين 22 أيار/ مايو الجاري.
وخرجت الخلافات بين قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إلى العلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية، بين المكون العسكري والمكون المدني، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم حميدتي الجيش السوداني، بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة؛ فيما اعتبر الجيش، تحركات قوات الدعم السريع، تمردا على الدولة.