استياء أمريكي وغضب مصري من تصريحات نتنياهو حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح

2

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) ومعبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، استياء الإدارة الأمريكية وموجة غضب في القاهرة التي احتضنت أخيرا مفاوضات وقف إطلاق النار.

وكان نتنياهو قد صرح، أمس الثلاثاء، بأن “إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا ومحور نتساريم في قطاع غزة تحت أي ظرف ورغم الضغوط الهائلة للقيام بذلك”.

وقال نتنياهو أيضا إنه أقنع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بضرورة بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.

واشنطن تكذّب نتنياهو

في المقابل، نفى مسؤول في الإدارة الأمريكية مرافق لبلينكن الأمر. وقال في مؤتمر صحفي إن “الشيء الوحيد الذي اقتنع به الوزير بلينكن والولايات المتحدة هو الحاجة إلى الوصول بمقترح وقف إطلاق النار إلى خط النهاية”.

فيما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على موقف مصر الثابت بشأن معبر رفح ورفضها لاحتلال المعبر، مشدداً على إدارة مصرية فلسطينية خالصة للمعبر.

مصر ترفض بقاء إسرائيل على حدودها

ونفى مصدر أمني مصري ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية عن أن مصر وافقت على ألا تضطر إسرائيل إلى تحديد موعد نهائي للانسحاب من محور فيلادلفيا.

وأضاف أن مصر تعارض الوجود العسكري الإسرائيلي في هذا المحور على الحدود مع غزة.

خلافات في إسرائيل

وفي إسرائيل، شهدت العلاقة بين نتنياهو والوفد الإسرائيلي المفاوض توترا كبيرا، حيث يرى أعضاء الوفد أن تصريحات نتنياهو تأتي عكس ما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء.

واعتبر الوفد أن مثل هذه المواقف من شأنها “تخريب وتفجير المفاوضات”، ليرد نتنياهو عبر مقربين من مكتبه بأن “من لا يعجبه طريق عمل رئيس الوزراء بإمكانه الاستقاله من الوفد المفاوض”.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد فقد عبر عن غضبه من خلال تغريدة نشرها على حسابه على منصة “إكس”، قائلاً:

“كفى كلاما إعلاميا، كفى تغريدات، كفى من القوافي أمام الكاميرات. يجب أن تتوقف كل محاولات نتنياهو لتخريب المفاوضات. يجب التوصل إلى اتفاق الآن، قبل أن يموت الجميع”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أكد في وقت سابق، ضرورة أن يخضع محور فيلادلفيا لسيطرة إسرائيل لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.

إلا أن الجانب المصري أكد مرارا وتكرارا رفضه لتلك السيطرة الإسرائيلية على المحور والمعبر.

ويمتد محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، والتي تبلغ نحو 14 كيلومترا.

ونصت معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979، على إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود أو ما عُرف بمحور فيلادلفيا، ما يستوجب الحصول على إذن مسبق من الطرف الآخر قبل تنفيذ أي أعمال عسكرية في المنطقة.

أما المحور الأوسط (ممر نتساريم) فيبلغ طوله نحو 6 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل جنوب مدينة غزة مباشرة، وبذلك يفصل أكبر منطقة حضرية في القطاع وباقي الشمال عن جنوبه.

وطالبت “حماس” بالسماح للفلسطينيين النازحين من الشمال بالعودة إلى ديارهم. ووافقت إسرائيل على عودتهم، لكنها تريد تفتيشهم بحثا عن أسلحة.