اشتباكات طائفية في لبنان إثر جريمة قتل ثأرًا في عرس
انتشرت قوات الجيش اللبناني، الأحد، في منطقة خلدة، إثر وقوع اشتباكات طائفية غداة مقتل قيادي
محلي بجماعة “حزب الله” بالرصاص خلال حفل زفاف، السبت، في جريمة ثأر، فيما حذر رئيس الوزراء
المكلف نجيب ميقاتي و”حزب الله” و”تيار المستقبل” من اشتعال الفتنة.
وقال الجيش اللبناني، في بيان، إنه “أثناء تشييع المواطن علي شبلي في منطقة خلدة، أقدم مسلحون
على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح
عدد من المواطنين وأحد العسكريين”.
وأضاف البيان أن “وحدات الجيش سارعت إلى الانتشار في المنطقة وتسيير دوريات”، وتابع البيان بأن “قيادة
الجيش تحذر بأنها سوف تعمد إلى إطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة،
وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر”.
دوحة عرمون
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بسماع إطلاق نار وقذائف “أر بي جي” بكثافة في دوحة عرمون وعلى
أوتوستراد خلدة في الاتجاهين، مما سبب حالة توتر وهلع بين السكان، وذلك تزامنا مع مرور موكب
تشييع علي شبلي الذي قُتل في حفل زفاف.
وأجرى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي اتصالا بقائد الجيش العماد جوزيف عون، لمتابعة الأحداث الجارية
في خلدة، ودعا ميقاتي أبناء المنطقة إلى “الوعي وضبط النفس حقنا للدماء وعدم الانجرار إلى الفتنة
والاقتتال الذي لا طائل منه”، وفقا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام.
في الوقت نفسه، قالت جماعة “حزب الله”، في بيان، إنه “أثناء تشييع الشهيد المظلوم علي شبلي،
تعرض المشيعون إلى كمين مدبر وإلى إطلاق نار كثيف من قبل المسلحين في المنطقة،
مما أدى إلى استشهاد اثنين من المشيعين وسقوط عدد من الجرحى”.
وأضاف البيان أن “قيادة حزب الله إذ تتابع الموضوع باهتمام كبير ودقة عالية، تطالب الجيش والقوى الأمنية
بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة المجرمين واعتقالهم، تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة”.
حزب الله
وفي بيان سابق، قال حزب الله إن “الشهيد المظلوم علي شبلي قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين
عن منطق الدين والدولة”. ودعا حزب الله الأجهزة الأمنية والقضائية إلى “التصدي الحازم لمحاسبة الجناة
والمشاركين معهم، إضافة إلى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين”، وفقا لما نقلته قناة “المنار” التابعة لحزب الله.
من جانبه، أكد تيار المستقبل في بيان أن قيادة التيار “تتابع تطورات الوضع الأمني الخطير في خلدة، وتجري اتصالاتها مع الجهات المعنية والمختصة، لا سيما مع مرجعيات العشائر العربية للعمل على التهدئة وعدم الانجرار وراء أي فتنة”.
ودعا تيار المستقبل جميع اللبنانيين إلى “الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنب نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي”.