أطلق الأزهر الشريف، مساء الأربعاء، حملة بعنوان “القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية”، باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك تضامنا مع القضية الفلسطينية.
ويفند الأزهر عبر هذه الحملة المزاعم المغلوطة التي تروجها إسرائيل والصهيونية العالمية، بهدف التأثير على القاعدة المعرفية لدى الشباب والنشء، في ظل التأثيرات السلبية لحملات التغريب والغزو الثقافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رفع الوعي
وحسب تقارير صحفية مصرية، فإن الحملة تسعى من خلال مجموعة من الرسائل إلى رفع وعي الشباب بالقضية الفلسطينية؛ قضية العرب والمسلمين الأولى، والتصدي لما يتم ترويجه من قبل المنصات الإعلامية الصهيونية من شبهات ومزاعم مغلوطة حول القدس وعروبتها.
وزادت أهمية الحملة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها حي الشيخ جراح، ومحاولة تهويده عبر التهجير القسري لسكانه من الفلسطينيين، والاعتداءات الإرهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني على مناطق متفرقة بالقدس وغزة والعديد من الأحياء والمدن الفلسطينية.
ويوثق الأزهر من خلال حملته المعلومات الصحيحة والثابتة التي تؤكد عروبة القدس، معتمدا على مصادر تاريخية موثقة، تقدم في صورة فيديوهات وتصميمات وقصص من خلال صفحات الأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي، باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بالتعاون مع أساتذة متخصصين في التاريخ الإسلامي.
موقف الأزهر وشيخه
ومنذ بداية اعتداءات الاحتلال الحالية أصدر، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عددا من البيانات بلغات متعددة، دعا فيها شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته.
كما ندد باقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمنين، ومن قبلها الاعتداء بالسلاح على المظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله في ظل صمت عالمي مخز.
كما أصدر الأزهر عدة بيانات عن القدس، ذكّر العالم فيها بأحد أسوأ الذكريات في التاريخ الإنساني “ذكرى النكبة”، التي جاءت “متزامنة مع نضال الشعب الفلسطيني كما عهدناه مواجهًا ببسالة، باذلًا الغالي والنفيس لنيل كرامته وصد إرهاب عدو محتل همجي”.
مؤتمر نصرة القدس
يذكر أن الأزهر الشريف كان أقام في يناير/كانون الثاني 2018 “مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس”، بمشاركة ممثلين عن 86 دولة من مختلف قارات العالم، في أعقاب اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وصدر عن المؤتمر حينها “إعلان الأزهر العالمي لنصرة القدس”، الذي أكد أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، وأن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير، والرفض القاطع لقرارات الإدارة الأميركية التي لا تعدو أن تكون حبرًا على ورق، على حد وصف الإعلان.
كما أعلن مؤازرة صمود الشعب الفلسطيني الباسل ودعم انتفاضته في مواجهة القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى، وحث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية، ودعاها إلى الحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس وتأكيد هويتها.