الأمم المتحدة تحذّر من كارثة في إقليم تيجراي الإثيوبي بسبب سوء تغذية “غير مسبوق”

22

حذرت الأمم المتحدة من سوء تغذية “غير مسبوق” تعاني منه الحوامل والنساء المرضِّعات في إقليم تيجراي حيث تستعر الحرب منذ أشهر، وذلك في تقرير نشرته بعد ساعات من إعلان إثيوبيا طرد سبعة مسئولين أمميين، في خطوة أثارت انتقادات دولية واسعة.

ودقّ التقرير الذي نشر في وقت متأخر الخميس، ناقوس الخطر أيضا لجهة سوء التغذية الذي يعاني منه الأطفال، في ظل مخاوف من مجاعة جماعية تطال سكان الإقليم بعد نحو 11 شهرا من النزاع في شمال البلد الإفريقي.

وأفاد التقرير أنه “من بين أكثر من 15 ألف امرأة حامل ومرضّعة خضعن للتقييم خلال فترة إعداد التقرير، تم تشخيص معاناة أكثر من 12 ألفا منهم، أي نحو 79 بالمئة، من سوء تغذية حاد“.

كما أشار الى أن سوء التغذية المتوسط لدى الأطفال ما دون سن الخامسة “يتخطى أيضا الحد الأقصى الطارئ عالميا البالغ 15 بالمئة، ويبلغ 18 بالمئة، في حين أن نسبة الأطفال الذين يعانون سوء تغذية حادا هي 2,4 بالمئة، أعلى من نسبة 2 بالمئة” التي تصنّف عند المستوى الطارئ.

وأتى التقرير بعد إعلان إثيوبيا الخميس طرد سبعة مسؤولين في وكالات تابعة للأمم المتحدة بسبب “تدخلهم في شؤون البلاد الداخلية”، من بينهم المديرين المحليين لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف“.

وأثارت الخطوة مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “صُدم” بهذا القرار، مؤكدا أن “جميع العمليات الإنسانية للأمم المتحدة تسترشد بالمبادئ الأساسية للإنسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلالية”. وأفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الجمعة اجتماعا طارئا خلف أبواب موصدة من أجل بحث هذه المسألة.

ومنحت السلطات الإثيوبية المسؤولين المعنيين 72 ساعة لمغادرة أراضيها.

واندلع النزاع في نوفمبر الماضي مع إرسال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، قوات حكومية الى إقليم تيجراي لإسقاط الحزب الحاكم للإقليم “جبهة تحرير شعب تيجراي” في خطوة قال إنها ردا على هجمات تقف الجبهة وراءها، طالت مراكز للجيش الفدرالي.

ومنذ ذلك الحين، تشن جبهة التحرير هجمات على منطقتي أمهرا وعفر المجاورتين لتيغراي.

– مؤشرات “حصار” –

وتحذر الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر من أن نحو 400 ألف شخص في تيغراي “تجاوزوا عتبة المجاعة”، وأن الإقليم لا يحصل سوى على نحو عشرة بالمئة من المساعدات التي يحتاجها.

وأوضح التقرير الأممي الصادر الخميس، أن 70 شاحنة إغاثة وصلت الى تيجراي آتية من عفر خلال فترة أسبوع انتهت الثلاثاء.

وأكد أن ذلك “يرفع عدد شاحنات الإغاثة الإنسانية التي دخلت المنطقة منذ 12 يوليو، الى 606 شاحنات، أو 11 بالمئة من الشاحنات المطلوبة“.

ويحمّل مسؤولو الحكومة المركزية الإثيوبية جبهة تحرير شعب تيجراي مسؤولية إعاقة وصول المساعدات.

الا أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية أفاد وكالة “فرانس برس” الأسبوع الماضي أن وصول المواد الأساسية والخدمات تتم عرقلته من قبل “الحكومة الإثيوبية”، متحدثا عن “مؤشرات (على فرض) حصار“.

وفي سبتمبر، حذرت الأمم المتحدة من أن مئات الشاحنات “لم تعد” من تيجراي، علما بأن جبهة التحرير قالت إن ذلك سببه معوقات يواجهها سائقوها لدى الدخول من عفر، وهي الممر البري الوحيد نحو تيغراي الذي ما زال قابلا للاستخدام.

وأفاد تقرير الخميس أن 35 شاحنة فارغة عادت الى عفر من ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، لنقل المزيد من المساعدات الغذائية.

ومنذ يوليو الماضي، أرسلت الأمم المتحدة 17 رحلة جوية من أديس أبابا الى ميكيلي. الا أن الجسر الجوي الإنساني للاتحاد الأوروبي، والذي كان من المتوقع أن يوفر رحلات مساعدة دورية، لم يثمر سوى عن رحلة واحدة منذ تدشينه في 11 سبتمبر