“الإبداع فعل رفض”: أطروحة ماجستير تزاوج بين سارتر وأدونيس
بقلم :الأديبة سمر قرة
بيروت، 10 ديسمبر/كانون الأول 2025 – في إنجاز أكاديمي لافت، نالت الباحثة ميراي شحاده درجة الماجستير في الفلسفة بتقدير “جيد جداً” عن أطروحة فريدة تبحث في عمق معنى الإبداع.
تحدّت الأطروحة التي حملت عنوان: “تجليات الإبداع لدى سارتر وأدونيس: دراسة في فلسفة الابداع وجمالية التحوّل”، المقارنات السطحية، وغاصت في الجوهر المشترك بين اثنين من عمالقة الفكر والأدب:
جان بول سارتر (فيلسوف الوجودية).
أدونيس (علي أحمد سعيد، رائد الشعر المعاصر).
التقاء الثورة والمسؤولية
ركزت شحاده على أن الإبداع ليس مجرد ترف، بل “قرار وجودي” يمارس فيه الكائن حريته المطلقة. وبيّنت كيف يلتقي فكر الفيلسوف والشاعر في نقطة محورية: الإبداع كفعل رفض للقيود:
رفض سارتر للقيود الميتافيزيقية: حيث يشدد على أن الإبداع هو ممارسة للحرية والمسؤولية، تجعل من العمل المنجز “الماهية” التي يصنعها المبدع لذاته (الوجود يسبق الماهية).
رفض أدونيس للقيود النصية والثقافية: وتركيزه على الإبداع كـ”تحوّل مستمر” وثورة لغوية تهدف إلى هدم السائد وتحرير اللغة الشعرية من الجمود.
وأثنى أعضاء لجنة المناقشة على العمق المنهجي والتحليل الفلسفي الذي قدّمته شحاده، مؤكدين أن البحث يُمثل إضافة نوعية تثري الحوار الفلسفي العربي حول علاقة الفلسفة بنظريات الإبداع في العصر الحديث.
