الإمارات: مبادرات ودعم للاجئين على مستوى العالم

39

حولت الصراعات والكوارث في مختلف أنحاء العالم ملايين البشر إلى لاجئين. ورغم بعد المسافات بين الإمارات وبؤر الأزمات

واللاجئين إلا أن مسيرة العطاء والدعم الإماراتية قطعت المسافات وكانت معهم دائما. وتحتفي الإمارات مع العالم باليوم

العالمي للاجئين الأحد القادم، 20 من شهر يونيو، والذي يحل هذا العام وقد تجاوز عددهم 80 مليونا بحسب المفوضية السامية

للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. وتنوعت جهود الإمارات في هذا المجال، وتضمنت مبادرات دعم ومساندة وتقديم جوائز لتحفيز

الآخرين على تقديم الدعم.

يقول المحلل السياسي الأمريكي الدكتور ماك شرقاوي: «تدعم دولة الإمارات العربية المتحدة العمل الإنساني بقوة، بشكل

عام، واللاجئين بشكل خاص، وسيوجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم

الشارقة، رسالة للمجتمع الدولي، والعاملين في العمل الإنساني في العالم كله، في الحفل الافتراضي الذي سيتم خلاله

الإعلان عن الفائز في الدورة الخامسة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، التي سيتم عقدها افتراضياً من خلال

المنصات، التابعة لمؤسسة القلب الكبير في ظهر الأحد القادم».

وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً إن «هذه الجائزة خصصت من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وقرينته سمو الشيخة

جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، والتي تقوم بالعديد من الأعمال من خلال الجمعية، لمناصرة أطفال

اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتكرم هذه الجمعية المبادرات الإنسانية المتميزة، وتكرم

جمعيات المجتمع المدني في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وقيمة الجائزة المخصصة هي 500 ألف درهم إماراتي (136 ألف

دولار)، وتمنح لتكريم أصحاب المبادرات الرائدة والمتميزة في المبادرات الإنسانية، لزيادة العمل الإنساني، خاصة فيما يتعلق

باللاجئين، وهي فرصة كبيرة للاهتمام بالقضية».

 

 

مبادرات متعددة

وتابع شرقاوي قائلاً «الإمارات لها إسهامات كبيرة في مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن، وأرسلت مساعدات عديدة لهم،

وقدمت مساعدات إلى اللاجئين السوريين في بقاع أخرى، كما دشن الهلال الأحمر الإماراتي برنامجاً للتطعيم ضد كورونا في

أربيل العراقية، ويستهدف 15 ألف نازح ولاجئ في مرحلته الأولى، وزادت الإمارات باطراد من حجم المعونات للمفوضية السامية

لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، ويعمل الهلال الأحمر الإماراتي على دعم المتضررين واللاجئين الإثيوبيين في السودان على

الحدود الإثيوبية والسودانية».

واستطرد قائلاً: «قدمت حملة (100 مليون وجبة) لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس

مجلس الوزراء حاكم دبي، وجبات إلى اللاجئين السوريين، كما أن هناك دعماً بقيمة 300 مليون درهم إماراتي، موجه إلى

اللاجئين السوريين في الأردن».

وقال شرقاوي: «هناك العديد من المبادرات الإماراتية؛ مثل مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام،

الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر

الإماراتي،«أم الإمارات»، وهناك العديد من الأعمال والمساعدات من مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وهناك

الكثير من الأيادي البيضاء في الإمارات، تدعم الكثير من الأنشطة الإنسانية في مختلف بقاع الأرض، واللاجئين في السودان،

واللاجئين الإثيوبيين من إقليم تيغراي على الحدود السودانية – الإثيوبية».

استراتيجية تعاونية تكافلية

من جانبه قال رئيس المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، الحقوقي السوري، الدكتور محمد كاظم هنداوي لـ«الرؤية»:

«قدمت الإمارات العربية المتحدة الكثير للاجئين عبر برامج الأمم المتحدة، ودائماً تدعم مسيرتهم، وقدمت مساعدات كثيرة

للاجئين السوريين، وكانت هناك مشاريع ومبادرات إنسانية عبر الهلال الأحمر الإماراتي، والذي يقدم مساعدات لدعم اللاجئين

السوريين».

أما مدير المركز العربي للدراسات السياسية، الدكتور محمد صادق فقال: «تبنت الإمارات عبر تاريخها الطويل، استراتيجية

تعاونية تكافلية في علاقتها مع الدول الإسلامية، سواء تلك الموجودة داخل المنطقة العربية، أو خارجها. وبلغ عدد الدول التي

استفادت من المساعدات الإنمائية والبرامج الإنسانية 178 دولة عبر العالم، وتوزعت المساعدات على 3 بنود أساسية؛ أولها

المساعدات التنموية، والمساعدات الإنسانية، والمساعدات الخيرية، وكل هذه المساعدات تصب في القضاء على الفقر، ودعم

الأطفال، ودعم النقل والبنية التحتية، وكان الدعم موجهاً بكثرة للعراق وسوريا واليمن، سواء كان دعماً مقدماً إلى اللاجئين أو

البرامج المختلفة الخاصة بهم».

القضايا الإنسانية

أما نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عماد جاد فقال: «الإمارات لها دور كبير في كل القضايا الإنسانية، وليس فقط قضية اللاجئين، سواء عبر المساعدة بتقديم اللقاحات، أو عبر تقديم مواد إغاثية أو مواد غذائية، ولها دور مهم في المساهمة في المنظمات الدولية».

وأضاف جاد لـ«الرؤية» قائلاً: «تعد الإمارات أبرز دولة عربية في كل ما هو له علاقة بالتعايش، وتحتضن 200 جنسية، وجميعهم يعيشون بها، وتكفل لهم حرية العبادة، واستضافت توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، بين فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ولها دور كبير في الدعوة للتعايش بين كل الأديان، وباتت الإمارات نموذجاً يقتدى به في كل ما له علاقة بالأبعاد الإنسانية في التعامل».