الاتحاد الأوروبي .. قمة دفاعية ومساعدات إضافية لـ “أفغانستان”
أكدت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء أن أوروبا ستسعى لتعزيز قدراتها العسكرية بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، معلنة عقد قمة دفاعية.
وفي خطاب “حالة الاتحاد” السنوي في البرلمان الأوروبي، قالت فون دير لايين “لقد حان الوقت لتنتقل أوروبا إلى المستوى التالي”.
وأضحت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف “قمة الدفاع الأوروبي” خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي التي ستستمر ستة أشهر بدءا من العام الجديد.
وتقود باريس الضغوط من أجل تطوير الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 بلدا المزيد من القدرات العسكرية المستقلة إلى جانب التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.
كذلك، أدى الانهيار السريع للحكومة الأفغانية في نهاية المهمة التي استمرت 20 عاما بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، إلى تصاعد الجدل في بروكسل حول دور الاتحاد الأوروبي في المنطقة.
لكنّ معظم دول الاتحاد الأوروبي هي أيضا أعضاء في حلف شمال الأطلسي، وبعضها، خصوصا الدول الشرقية الأكثر عرضة لتهديدات روسيا، لا يريد تقويض العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقالت فون دير لايين “كانت مشاهدة الأحداث في أفغانستان مؤلمة جدا لعائلات العسكريين القتلى وأصدقائهم”.
وأضافت “علينا التفكير في الطريقة التي يمكن أن تنتهي من خلالها هذه المهمة بشكل مفاجئ. هناك أسئلة مقلقة جدا سيتعين على الحلفاء معالجتها داخل حلف شمال الأطلسي”.
وتابعت “لكن ببساطة، ليس هناك أي قضية أمنية ودفاعية يكون حلّها تعاونا أقل”.
وقال ستولتنبرغ لصحيفة “ذي تليغراف” البريطانية الأسبوع الماضي “أي محاولة لإنشاء هيكليتين متوازيتين وازدواجية هيكلية القيادة، من شأنها أن تضعف قدرتنا المشتركة على العمل معا”.
على المدى القصير، تعهدت فون دير لايين تقديم 100 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لأفغانستان فيما تعاني الكتلة التداعيات الفورية لاستيلاء طالبان على الحكم.
وركزت فون دير لايين في خطابها على تعافي الاتحاد الأوروبي من جائحة كوفيد-19 والجهود المبذولة في سبيل تعزيز حملات التحصين في كل أنحاء العالم.
وهي أعلنت أن الاتحاد الأوروبي سيتبرع ب200 مليون جرعة إضافية من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 للبلدان المنخفضة الدخل، أي أكثر من ضعف تعهداته الحالية.
وأقرّت فون دير لايين بالتباين الذي ظهر بين الدول المتقدمة اقتصاديا مثل الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي لقّحت حتى الآن غالبية سكانها ضد فيروس كورونا، والدول الفقيرة التي تكافح للحصول على لقاحات.
وقالت “مع إعطاء أقل من واحد في المئة من الجرعات العالمية في البلدان ذات الدخل المنخفض، فإن حجم عدم المساواة ومدى الإلحاح واضحان”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، شددت فون دير لايين على أن الكتلة لن تكرر الخطأ الذي ارتكبته بعد الأزمة المالية 2007-2008 من خلال فرض تقشف مفاجئ في الميزانية مع خروجها من جائحة كوفيد-19.
ومذكّرة بأنه في المرة الأخيرة احتاج الاتحاد الأوروبي إلى ثماني سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الأزمة، قالت للبرلمان الأوروبي في خطابها السنوي عن حالة الاتحاد الأوروبي “لن نكرر هذا الخطأ”.
وأطلقت على الأزمة المالية “حكاية تحذيرية” حيث “أعلنت أوروبا النصر في وقت مبكر جدا وقد دفعنا ثمن ذلك”