الاستخبارات الأمريكية: أهداف بوتين الحربية في أوكرانيا لم تتغير

0

كشفت تقارير استخباراتية أمريكية حديثة أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لم يتخلَّ عن أهدافه الاستراتيجية فى أوكرانيا، رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام. ووفقًا لعدة مصادر مطلعة، فإن هذه التقارير تحذر من أن بوتين لا يزال يسعى للسيطرة على أوكرانيا بالكامل،

من الأنديز إلى دارفور: إغراءات مالية دفعت كولومبيين إلى ميدان الحرب في السوداند

إضافة إلى استعادة نفوذ روسى فى مناطق أوروبية كانت تابعة سابقًا للاتحاد السوفيتى. وبحسب وكالة «رويترز»، فان هذه التقديرات تتناقض مع تصريحات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب وفريقه، الذين أكدوا أن بوتين يرغب فى إنهاء الحرب. إلا أن الاستخبارات الأمريكية، منذ بداية الغزو الروسى عام 2022، حافظت على تقييم ثابت يعتبر أن الطموحات الروسية تتجاوز حدود التسوية الحالية، وهو ما يتوافق مع مخاوف دول أوروبية، خاصة بولندا ودول البلطيق، التى ترى نفسها مهددة بشكل مباشر. حاليًا، تفرض روسيا سيطرتها على نحو 20% من الأراضى الأوكرانية، تشمل مناطق واسعة فى شرق وجنوب البلاد، إضافة إلى شبه جزيرة القرم. ويصر بوتين على أن هذه المناطق أصبحت جزءًا من روسيا، فى حين ترفض أوكرانيا هذا الطرح بشكل قاطع. وتشير مصادر إلى أن ضغوطًا أمريكية مورست على كييف للقبول بالتنازل عن بعض المناطق فى إطار اتفاق سلام محتمل، وهو ما يرفضه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي. على صعيد المفاوضات، يعمل مبعوثو ترامب على خطة سلام تتكون من 20 نقطة، بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا وأوروبا. وقد أحرزت هذه المحادثات تقدمًا نسبيًا، خاصة فيما يتعلق بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب. وتشمل هذه الضمانات نشر قوات أمنية أوروبية، وتقديم دعم استخباراتى أمريكى، إضافة إلى دوريات جوية لحماية الأجواء الأوكرانية. لكن هذه المقترحات لا تزال محل خلاف. فزيلينسكى أعرب عن شكوكه بشأن مدى فعالية الضمانات الأمنية، مؤكدًا أنه لم يحصل بعد على إجابات واضحة حول قدرتها على منع أى عدوان روسى مستقبلى. كما أن موقف موسكو من هذه الضمانات لا يزال غير واضح، خاصة أن بوتين يرفض بشكل متكرر وجود قوات أجنبية داخل أوكرانيا. فى المقابل، لم يقدم الرئيس الروسى أى تنازلات ملموسة، رغم إعلانه استعداده لمناقشة السلام. ولا تزال روسيا متمسكة بمطالبها الإقليمية، مستندة إلى التقدم العسكرى الذى حققته قواتها على الأرض. وفى المحصلة، يعكس المشهد استمرار التباين بين المسار السياسى والتقديرات الاستخباراتية، ما يجعل فرص التوصل إلى سلام شامل ودائم فى أوكرانيا غير مؤكدة فى الوقت الحالي.