“البوليساريو” تتدثر بثوب الضحية لمواجهة المواقف الدولية في الصحراء المغربية

5

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، شهد خطاب جبهة “البوليساريو” الانفصالية تحولا واضحا في السنوات الأخيرة، إذ لم يعد يقتصر على المواجهة المباشرة مع المغرب فقط؛ بل توسع ليشمل استهداف كل شركاء الرباط الذين يدعمون سيادتها على أقاليمها الجنوبية؛ ما يعكس إدراكا متناميا ووعيا عميقا لدى قيادات هذا التنظيم بأن المعركة الحقيقية لحسم هذا النزاع باتت تدور اليوم في فضاءات النفوذ الدولي وأن المستقبل السياسي لقضية الصحراء مرهون بمدى القدرة على التأثير في أجندات الدول الكبرى، وهو المسار الذي قطع فيه المغرب خطوات مهمة.

بيانات إسبانية تؤكد تسجيل “طفرة سياحية” غير مسبوقة في المغرب

ولا تخلو التصريحات والخرجات الأخيرة لعدد من قيادات “البوليساريو” من ربط مباشر بين الإنجازات التي حققها المغرب في ملف الصحراء وبين الدعم القوي الذي يلقاه من مجموعة من الدول المؤثرة في القرار الدولي، والتي تتهمها الجبهة الانفصالية بالانحياز وتصف مواقفها بـ”التآمرية”، على رأسها إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج الحليفة للمغرب، في محاولة لإعادة رسم ملامح الصراع عبر تبني خطاب المظلومية لتبرير عجز الجبهة وفشلها الداخلي في تحقيق أي تقدم ملموس منذ إعلان تنصلها من وقف إطلاق النار، وتصوير نفسها كضحية تُحاصرها قوى كبرى تتآمر عليها.

مأزق سياسي وحركة هامشية
محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، قال إن “الخطاب الذي تبنته البوليساريو في السنوات الأخيرة يفتقر إلى أي مضمون استراتيجي متماسك، ويكشف عن مأزق سياسي وفكري يجعلها أسيرة خطاب تعبوي مكرر فَقَدَ صلاحيته أمام التحولات الإقليمية والدولية، فبدلا من تطوير رؤية واقعية منسجمة مع قرارات مجلس الأمن، اختار الكيان الزائف الهروب إلى الأمام عبر استعداء شركاء المغرب الاستراتيجيين؛ وهو نهج لا يحصد سوى مزيد من العزلة والانكماش”.