قال البيت الأبيض اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجتمع في مقر الرئاسة الأمريكية مع رئيس أفغانستان أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله يوم 25 يونيو الجاري.
وتصاعد القتال بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان منذ أن أعلن بايدن في أبريل أن جميع القوات الأمريكية في أفغانستان ستنسحب قبل 11 سبتمبر أيلول لتنهي أطول حرب أمريكية بعد ما يقرب من 20 عاما من بدء الصراع.
مقتل رئيس كوماندوز أفغانستان
يكشف مقتل القائد الميداني للقوات الأفغانية الخاصة (الكوماندوز) عن حجم الصراع والمخاوف المستقبلية في البلاد الممزقة التي تستعد لانسحاب كامل للقوات الأميركية.
ويقول المسؤولون إن وتيرة هجمات حركة طالبان ازدادت منذ أن أعلنت إدارة بايدن في أبريل سحب جميع القوات الأميركية بحلول 11 سبتمبر، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
في بعض المناطق، استسلمت القوات المحلية بعد مفاوضات بين شيوخ المجتمع وطالبان. وفي حالات أخرى، دمرت القوات الأميركية الراحلة قواعد أو جردتها من كل شيء يمكن استخدامه لمنع وقوعها في أيدي طالبان.
وعلى الرغم lk تسارع الهجمات من قبل الحركة الإسلامية، يقلل المسؤولون العسكريون الأفغان من أهمية التقدم المحلي لطالبان ويلاحظون أن العديد من تلك الهجمات تنتهي بسرعة وسرعان ما تسترجع القوات الحكومية سيطرتها على المناطق مرة أخرى.
وقالت السلطات إنه بعد مذابح منطقة دولت آباد في فارياب، استعادت القوات الأفغانية السيطرة على المنطقة بحلول، الخميس، فيما تكبد المسلحون خسائر فادحة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، فواد أحمد، ردا على أسئلة مكتوبة، إن “الوضع الذي حدث لا يعني انتصار وقوة طالبان”.
وقال إن قوات الأمن الأفغانية لديها “قدرات قتالية ومهنية” كافية للدفاع عن البلاد، مشير إلى أن “انتصار طالبان عسكريا أمر مستحيل”.
في فارياب، إحدى المقاطعات العديدة التي شنت فيها طالبان هجمات متكررة خلال الأشهر الأخيرة، زاد القتل الجماعي من إحساس عميق باليأس والهزيمة.
وبعد أسابيع من الهجمات التي أرهقت قوات الأمن المحلية ودفعت الكثيرين إلى الاستسلام، حوصرت قوات الكوماندوز المدربة تدريبا عاليا التي أُرسلت للإنقاذ، لكنها عزلت من طالبان وقتلوا بشكل جماعي.
وكان الكولونيل، سهراب عظيمي، القائد الميداني في القوات الأفغانية الخاصة التي غالبا ما تنقذ القوات وتستعيد المواقع الأمامية من هجمات طالبان، يرمز إلى أفضل أمل للبلاد لدرء استيلاء المتمردين على السلطة حيث بدأت القوات الأميركية في الانسحاب من القتال.
وقُتل عظيمي وفريقه المكون من 22 رجلا، الأربعاء، على أيدي قوات طالبان أثناء الدفاع عن قاعدة في مقاطعة فارياب الشمالية في انتظار التعزيزات.
وأطلقت الخسارة القاسية، العنان لفيضان من المشاعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي – الحزن والغضب والخوف من أن حتى المدافعين الأكثر مهارة في البلاد – سوف يتم تقويضهم بسبب القيادة العسكرية الضعيفة ورحيل الحليف العسكري الرئيسي لأفغانستان.
عظيمي البالغ من العمر 31 عاما هو نجل جنرال سابق في الجيش الأفغاني، وحظي بتدريب في الولايات المتحدة ويملك سجلا أكاديميا مبهرا وسمعة عسكرية جريئة.
في مقابلة من منزله يوم الجمعة، أشار عظيمي إلى أن ابنه – الذي درس في الولايات المتحدة وتركيا، وحاصل على العديد من الشهادات الأكاديمية وتزوج من مواطنة أميركية – كان بإمكانه اختيار وظيفة مكتبية مرموقة أو وظيفة أجنبية بسهولة.
وأضاف: “كانت لديه العديد من الفرص، لكنه أراد الدخول في العمليات”.
وقال عظيمي البالغ من العمر 67 عاما، والذي قاتل متطرفي طالبان قبل توليهم السلطة عام 1996، إنه منزعج من الافتقار إلى التخطيط الذي سبق المهمة الخطيرة في فارياب، والذي ترك الكوماندوز بدون دعم.
يقول العديد من الأفغان إن تقليص الضربات الجوية الأميركية يمثل خسارة فادحة للقوات البرية، ويشير البعض إلى أن مثل هذه الضربات كان من الممكن أن تنقذ عظيمي ورجاله.
وفقا لـ “واشنطن بوست”، يمكن أن تؤثر التقلبات في أفغانستان على كيفية مغادرة الجيش الأميركي في الأيام المقبلة.