التلغراف: “اعتقال نتنياهو” اختبار لشرعية “الجنائية الدولية”

0

 

وقالت الصحيفة، إن “قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت أمر محفوف بالمخاطر؛ إذ لا يقتصر الأمر على مصير المتهمين فحسب، بل على سمعة المحكمة نفسها وأهميتها”.

وبحسب الصحيفة، “هذه المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال لزعماء منتخبين ديمقراطيًّا. وكما أنها المرة الأولى التي تلاحق فيها أفرادًا حظيت مشاريعهم بدعم كبير من الغرب”.

ومن بين الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية البالغ عددها 124دولة، هناك عدد لا بأس به، بما في ذلك المملكة المتحدة وجزء كبير من أوروبا الغربية، يُقدم الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية لإسرائيل.

وسيشكل هذا التضارب في المصالح اختباراً رئيسيًّا للمحكمة واستقلال الأنظمة القضائية لأعضائها.

ولفتت الصحيفة، إلى أن “قلة من أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ـ بما في ذلك أمر الاعتقال البارز الصادر بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ـ يتم تنفيذها بسرعة، ولكن ليس بسبب عدم الرغبة في المحاولة عموماً”.

والجزء الأكبر من المطلوبين للمحكمة الهاربين البالغ عددهم 25 مطلوبا، يتواجدون في بلدان خارج نطاق ولايتها القضائية، والعديد منهم متحصنون في الصحاري التي ينعدم فيها القانون.

وفي حين يمكن لنتنياهو وغالانت أيضاً أن يلتزما الصمت، إذ إن إسرائيل ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الأقوى للبلاد، لكن بروزها وقربها من المصالح الغربية من المرجح أن يجذب قدراً أعظم من الاهتمام، ومعه تساؤلات حول قوة المحكمة وأهميتها.

تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري

وأضافت الصحيفة، أن “التحدي الأقوى لشرعية المحكمة ربما يأتي من الولايات المتحدة”.

وقال البيت الأبيض: “لا نزال نشعر بقلق عميق إزاء اندفاع المدعي العام للحصول على أوامر اعتقال والأخطاء المثيرة للقلق التي أدت إلى هذا القرار”.

وأضاف البيت الأبيض: “لقد كانت الولايات المتحدة واضحة في أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص في هذه المسألة”.

وأشارت الصحيفة، إلى أن “موقف الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب من هذه المذكرات، ما يزال غير واضح إذ لم يصدر عنه أي تصريح لغاية الآن”.

ولا يكن ترامب الكثير من الاحترام للسلطة القضائية والمحاكم بشكل عام، ويُتوقع أن يستفيد من المذكرات كورقة مهمة لفرض تسويات في الشرق الأوسط حال استلامه الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2024.

وقد يستمر في فرض المزيد من العقوبات على المحكمة الجنائية كما فعل في ولايته الأولى.

وأكدت الصحيفة، أن “المحاكم في المملكة المتحدة وكندا ومعظم أنحاء آسيا ومعظم أوروبا الغربية، لا تزال مستقلة عن الحكومة”.
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار الجنائية الدولية

وفي كل هذه الولايات القضائية، سوف يراقب القضاة شديدو البصر جداول الرحلات الجوية، في انتظار الفرصة لتوجيه ضربة؛ كما اكتشف الجنرال التشيلي أوغستو بينوشيه في رحلة قصيرة إلى لندن في عام 1998.