الجرعة الواحدة تثير الجدل في أمريكا
أظهرت الأرقام والإحصاءات الطبية الأخيرة في الولايات المتحدة مقتل أميركي واحد كل 33 ثانية بسبب وباء كورونا، وذلك في وقت تشهد فيه عملية توزيع اللقاح تأخرا كبيرا.
فبعد أن كان من المنتظر أن يتم تلقيح 20 مليون شخص بحلول نهاية شهر ديسمبر الماضي، لم يتم فعليا إعطاء اللقاح إلا لأربعة ملايين و500 ألف شخص فقط حتى الآن.
ومع أن اللقاح أصبح متاحا، إلا أن صعوبات إدارية في توزيعه وخلافات بين الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية للولايات المختلفة تسببت بتأخر حصول المواطنين عليه.
ويقول الطبيب المختص في علم الفيروسات كريغ ديلغديش لـ”سكاي نيوز عربية” إن الحكومة هي التي تتحكم في اللقاح وتوزيعه وفشلت في التخطيط لمرحلة إدارته.
وأضاف أن المستشفيات في الولايات المتحدة غير مهيئة لإدارة وتوزيع عملية إعطاء اللقاحات، موضحا أنها مخصصة في المقام الأول للاعتناء بالمرضى وليس للأشخاص ذوي الصحة الجيدة.
كما طالب ديلغديش بأن تتحول مهمة توزيع اللقاح إلى العيادات الخارجية والمراكز الطبية ما سيفسح المجال أمام حصول عدد أكبر بكثير على اللقاح خلال وقت أقل.
ومع تزايد الحديث عن مشاكل في توزيع اللقاحات طفت إلى السطح مقولة تطالب بالاكتفاء بجرعة واحدة لكل شخص من لقاح مودرنا تحديدا في محاولة للحصول على فائض من الجرعات وتوزيعها على أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وهو ما فسره الطبيب المسؤول عن إعطاء اللقاحات المضادة لكورونا في ولاية أوهايو، أمول سوين، خلال حديثه مع “سكاي نيوز عربية” بالقول إن “بعض العلماء وجدوا بيانات مهمة تشير إلى أن من يبلغون من العمر 55 عاما أو أقل تكفيهم جرعة واحدة من لقاح مودرنا للحصول على مناعة بنسبة 92 بالمئة ضد فيروس كورونا”.
من جانبها، رفضت هيئة الغذاء والدواء الأميركية هذا المقترح الطبي، وقالت إن اقتراح إجراء تغييرات على الجرعات المصرح بها سابق لأوانه ولا أدلة علمية عليه.
ولا يزال وباء كورونا ينتشر كالنار في الهشيم داخل أميركا، بينما المستشفيات تغص بالمرضى والأطباء يشتكون من سوء التنظيم وعوائق إجرائية عدة في توزيع اللقاح، في حين تستمر الجهات الطبية بالتركيز على ضرورة الاستمرار في إجراءات الوقاية بانتظار حصول معظم الأميركيين على اللقاح.