السيسي والبرهان يبحثان القضايا الشائكة بأفريقيا والعالم العربي
حط رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس، بالعاصمة المصرية القاهرة، في زيارة تكتسب أهميتها من حالة الاحتقان الداخلي والتطورات الإقليمية والدولية، التي انعكست آثارها المباشرة وغير المباشرة، على كل دول العالم، ما يتطلب، بحسب مراقبين، تعزيز التعاون والتنسيق المشترك، لامتصاص أي آثار سالبة على بلدان المنطقة. وأكد أستاذ العلوم السياسية، د. الرشيد محمد إبراهيم لـ «البيان»، أن زيارة البرهان للقاهرة، مرتبطة بالتطورات الدولية والإقليمية، وترتيبات التعاطي معها، وذلك بحكم الانعكاسات المباشرة على تلك التطورات على كل بلدان المنطقة، ولفت إلى أن هناك قضايا إقليمية ودولية معقدة، خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية، التي جعلت الجميع أمام تحديات دبلوماسية واقتصادية كبيرة، ما يتطلب تقوية وتعزيز التنسيق في المواقف، بجانب ملف أمن البحر الأحمر، الذي يمثل واحداً من القواسم المشتركة بين الخرطوم والقاهرة، باعتبار أن الملف يعد من أهم ملفات الأمن القومي للبلدين.
وأوضح أن مصر ظلت مساندة للحكومة السودانية، وتأكدت قناعتها بضرورة مواصلة تلك المساندة بشكل أكبر، في ظل ما يشهده عالم اليوم من تحولات.
دور محوري
وأفاد الباحث السياسي أحمد محمد عبد الغني لـ «البيان»، بأن بإمكان مصر لعب أدواراً محورية في ما يلي قضايا دول الجوار المصري، لا سيما في ملف القضايا السودانية، بسبب ارتباط مصر المباشر وقضاياها المشتركة مع السودان، خاصة الملفات الأمنية، بما فيها أمن منطقة البحر الأحمر، مشيراً إلى أن أمن مصر مرتبط بشكل وثيق بأمن السودان، إذا تضرر السودان في أمنه، ستتمدد تلك الأضرار إلى مصر، هذا بجانب ملف مياه النيل، وغير ذلك من الملفات المشتركة، التي تتطلب التنسيق المستمر بين البلدين. وأضاف: «أي أدوار إيجابية من قبل مصر لصالح تحقيق الاستقرار في السودان، ستخدم مصالح المنطقة، وستجنبها الدخول في الدائرة المظلمة، ومن هذا المنطلق، يمكن أن تحقق مصر اختراقاً إيجابياً في القضية السودانية». ووفقاً للبيان المشترك الصادر عن مباحثات رئيس مجلس السيادة السوداني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فإن الجانب المصري، أكد إدراك مصر الكامل للظرف الدقيق، الذي يمر به السودان حالياً، وضرورة العمل المشترك على ألا تؤثر التطورات الجارية على الساحة الدولية، في جهود دعم السودان لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، مـع استمرار مصـر فـي إرسـال حـزم المساعدات والـدعم اللوجستي والإنساني للسودان.
وأكد الجانب السوداني، وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون المشترك بين البلدين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية.