الصومال: قوات المعارضة تسيطر على أحياء في مقديشو

17

سيطر مقاتلون مسلحون موالون للمعارضة على أجزاء من مقديشو

غداة اشتباكات مع الجيش الصومالي، ما أعاد إحياء المخاوف من اندلاع

معارك بين الفصائل المتناحرة والتي كانت قد عصفت بالعاصمة خلال الأشهر الماضية.

 

وتعيش الصومال أزمة سياسية عميقة منذ النصف الثاني من العام الماضي، بعد فشلها في إجراء انتخابات أواخر 2020 ومطلع

2021 كما هو مخطط بسبب غياب الإجماع السياسي.

 

 

شهدت العاصمة الصومالية مقديشو  الاثنين حالة من التوتر بعد سيطرة مسلحين موالين للمعارضة على عدد من الأحياء ما

أدى إلى نشوب معارك مع قوات الأمن. فيما أبدت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وواشنطن قلقها من تصاعد العنف.

 

وهيمن التوتر صباح الاثنين على مقديشو، حيث أغلق مقاتلون موالون للمعارضة المنافذ إلى بعض الأحياء غداة مواجهات مع

الجيش الصومالي على خلفية الأزمة بشأن تمديد ولاية الرئيس محمد عبد الله محمد.

 

وتم تقييد الحركة على المحاور الرئيسية للعاصمة ونصب حواجز ليلا على الطرق المؤدية إلى معاقل المعارضة بينما انتشر

مسلحون وعربات مزودة بأسلحة رشاشة، بحسب شهود.

وقال أحد السكان ويدعى عبد الله مير لوكالة الأنباء الفرنسية إن “القوات الصومالية والمقاتلين الموالين للمعارضة تمركزوا

على امتداد بعض الطرق الرئيسية، بعض وسائل النقل العام تسير ولكن في بعض المناطق لا يُسمح لأي شخص بالتنقل”.

 

تعيش الصومال أزمة سياسية عميقة منذ النصف الثاني من العام الماضي، بعد فشلها في إجراء انتخابات أواخر 2020 ومطلع 2021 كما هو مخطط بسبب غياب الإجماع السياسي.

 

وفي 12 نيسان/أبريل، أقر البرلمان الصومالي قانونا يمدد ولاية الرئيس الصومالي سنتين بعد انقضائها في شباط/فبراير، وينص على إجراء انتخابات عامة مباشرة عام 2023.

 

وتحولت تظاهرة نظمت الأحد ضمت أنصار المعارضة للمطالبة برحيل محمد عبد الله محمد، المعروف باسم فارماجو، بحضور مسلحين، إلى تبادل إطلاق النار مع القوات الصومالية في حي سانكا، شمال المدينة.

 

وفي وقت لاحق، وقع تبادل ثان لإطلاق النار في حي مارينايا المجاور. وسمع دوي إطلاق نار متقطع خلال الليل.

 

وصباح الاثنين، سيطر مسلحون موالون للمعارضة على هذه الأحياء – حيث يقيم قادة المعارضة – بالإضافة إلى حي بيرمودو،

حيث كان السكان يغادرون منازلهم.

وقال فادومو علي، أحد سكان هذا الحي الواقع في جنوب مقديشو، “بدأ الناس في الفرار من منطقة بيرمودو، حيث تمركز

مقاتلون موالون للمعارضة الليلة الماضية، إن الوضع متوتر وقد تحدث مواجهات مسلحة في أي وقت إذا ظل الوضع على ما هو عليه”.

 

«لن نتركه بسلام»

بدوره، أعرب رئيس الوزراء محمد حسين روبلي في مؤتمر صحافي صباح الاثنين عن “حزنه البالغ بسبب المأساة التي أخلت بالأمن في العاصمة”.

وأضاف “أدعو الجميع إلى الحفاظ على الاستقرار ورعاية المجتمع” داعيا القوات المسلحة إلى “احترام التزامها” و “حماية” شعب مقديشو.

وقالت الشرطة الاثنين إن ثلاثة أشخاص – اثنين من رجال الشرطة وأحد اعضاء الميليشيات المعارضة – قتلوا في الاشتباكات.

 

وذكر عبد القادر محمد ورسامي، وهو قائد عسكري موال لرئيس الوزراء السابق حسن علي خير، لوكالة الأنباء الفرنسي،

الاثنين، إنه سيطر على منطقة هول واداج وسط العاصمة.

وأضاف “نريد الآن السيطرة على الرئاسة. لن نتركه بسلام”، في إشارة منه إلى فارماجو. وتابع “يريد البقاء في السلطة بالقوة،

نحن ضد ذلك، وسنواصل القتال حتى يغادر”.

في برمودو، جنوب المدينة، أفاد شهود عيان أن سكانا كانوا يغادرون منازلهم. وطالب سكان الجانبَين بوقف القتال واشتكوا من انقطاع الكهرباء والمياه.

وقال الرئيس السابق حسن شيخ محمود، وهو شخصية معارضة، الأحد إن منزله استُهدف من قبل “قوات موالية” لرئيس

الدولة الحالي، لكن هذه المعلومات نفتها الحكومة وشهود.

 

وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها الاثنين لكن بدا أن الحياة طبيعية في مناطق مقديشو التي لم تتأثر بأعمال العنف.

قلق دولي

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان الاثنين إنه يشعر “بقلق عميق” من الاشتباكات الأخيرة. وأضاف

أنه “يحض جميع الأطراف الصومالية المعنية على استئناف المفاوضات على الفور” للخروج من الأزمة.

 

وأدان الاتحاد الأفريقي الجمعة تمديد ولاية فارماجو في حين دعا مجلس الأمن الدولي في اليوم نفسه الأطراف إلى “نبذ

العنف واستئناف الحوار بشكل عاجل ودون شروط مسبقة”.

 

كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها، قائلة إنها “مستعدة للنظر في جميع الأدوات المتاحة، بما في ذلك العقوبات

والقيود على التأشيرات”، من أجل الرد على عدم استقرار الوضع في الصومال.