العراق والأمم المتحدة يطلقان برنامجا لتأهيل عائلات مخيم “الهول”
أعلنت الحكومة العراقية، الأحد، إطلاق برنامج بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإعادة تأهيل عائلات مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي القادمة من مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا.
ووصلت أول دفعة تضم 94 من أصل 500 أسرة جرى نقلهم من مخيم “الهول” على متن 10 حافلات عراقية في 26 مايو/أيار الماضي، وتم إسكانهم في مخيم “جدعة1” قرب مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (شمال).
وأثار قرار إعادة تلك العائلات غضبا واسعا لدى بعض القبائل العربية والأقليات الدينية التي تعرضت إلى عمليات تهجير وقتل خلال فترة سيطرة التنظيم على مدينة الموصل صيف 2014.
وقالت وزيرة الهجرة العراقية إيفان جابو، في بيان الأحد، إن “العراقيين الذين تم اختيارهم بشكل خاص من مخيم الهول والذين حاصرتهم عصابات داعش أو فروا منها، تم إيواءهم مؤقتا في مركز جدعة 1 للتأهيل المجتمعي في نينوى من أجل سلامتهم”.
وأوضحت الوزيرة أن “وزارة الهجرة تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة خلال هذه الفترة الانتقالية على تأهيل تلك العائلات من خلال برنامج خاص؛ بهدف التعافي وإعادة التأهيل على المدى الطويل لتلك العوائل”.
وتشير أرقام الأمم المتحدة أن مخيم “الهول” يحتضن 62 ألف شخص نصفهم عراقيون، فروا من البلاد إبان خسارة تنظيم “داعش” لكل الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق عام 2017.
وسيكون العراق أمام مهمة صعبة للغاية لإعادة دمج هؤلاء في مناطقهم الأصلية على اعتبار أن المجتمعات العشائرية ترفض ذلك.
ويخشى الكثير من العراقيين أن تشكل عائلات مقاتلي التنظيم بيئة حاضنة لمسلحي التنظيم من جديد.
وخلال الشهور الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من “داعش“، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم “مثلث الموت”.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.
إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.