لقي طفل واحد على الأقل مصرعه هذا الأسبوع في سوريا بعد أن غطت عاصفة مخيمات للنازحين بالثلوج وصاحبها انخفاض حاد في درجات الحرارة لحد التجمد مما فاقم من معاناة الآلاف من النازحين في الحرب السورية الدائرة منذ نحو عقد.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن طفلا توفي ودخلت أمه للعناية المركزة بعد أن تسببت الثلوج في انهيار الخيمة التي كانا يعيشان بها في منطقة قسطل مقداد إثر عاصفة هبت على المنطقة في 18 يناير كانون الثاني، وأضاف المكتب أن طفلين آخرين في المستشفى بسبب الصقيع.
وقال أبو أنس في مخيم الزيتونة في شمال سوريا الذي فرت له أسرته من الغوطة الشرقية على مشارف دمشق والتي دمرها الصراع “أول شي برد والأولاد تبكي، يعني ليلة مأساوية… لم أنم حتى الساعة 8 صباحا كنت خائف من أن تنهار الخيمة على الأولاد”.
وأضاف بعد هبوب العاصفة على المنطقة “يعني حالة مأساوية ونرجو النظر لهذا الموضوع. الخيمة غير صالحة للسكن يعني حتى للحيوانات غير مقبولة… نحنا حالتنا سيئة”.
وفي المخيم الذي يؤويه، وضع بعض الناس أحجارا ليتمكنوا من المرور عبر برك المياه المنتشرة فيه.
وقالت الأمم المتحدة، التي حذرت من سيول بمجرد أن يبدأ الثلج في الذوبان، إن 362 خيمة تضررت في المنطقة حتى 19 يناير كانون الثاني كما لحقت الأضرار بأكثر من 400 أسرة.
وقالت الأمم المتحدة إنه تم إجلاء أسر من مخيم في شمال سوريا في أكثر المناطق تضررا.
كما تسببت العاصفة في تعطيل سير الحياة الطبيعية في مناطق أخرى في سوريا. وأجلت جامعات ومؤسسات تعليمية في مناطق تخضع لسيطرة الحكومة الامتحانات كما تم إغلاق موانئ سورية مؤقتا.
وتسببت الحرب الأهلية السورية في مقتل مئات الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم مما أدى لأسوأ أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
واستعادت الحكومة السورية، بدعم روسي، السيطرة على أغلب مناطق البلاد، مما دفع مؤيدي المعارضة للفرار لجيوب في شمال البلاد.