الغارديان .. استعدوا لترامب بلا قيود
نتناول في جولة صحف اليوم عدة موضوعات من بينها مقال عن ملامح مستقبل الرئاسة في ظل حكم ترامب من جديد وهل يمكن أن تمثل تهديداً مقارنة بفترة رئاسته السابقة، كما نتناول مقالاً عن مستقبل العلاقات السياسية بين الصين والولايات المتحدة، وخطط ترامب المتوقعة وماذا سيكون رد فعل نظيره الصيني، شي جين بينغ، وأخيراً مقالاً عن اهتمام الناخب الأمريكي بقضايا الهجرة على حساب قضايا المرأة في الانتخابات الأخيرة.
نبدأ جولتنا بصحيفة “الغارديان” البريطانية ومقال رأي كتبه جوناثان فريلاند بعنوان “هل تعتقد أنك تعرف مدى سوء ما سيفعله ترامب إذا أطلق العنان لسلطته؟ انظر إلى الأدلة: سيكون الأمر أسوأ من ذلك بكثير”.
يستهل الكاتب مقاله بسؤال هل “أنتم مستعدون لترامب بلا قيود؟” ويقول ربما تعرفون أن الرئيس السابق والمستقبلي كان بالفعل بلا قيود، والدليل على ذلك أن ترامب لم يُظهر أي شيء سوى عدم احترام صارخ للحدود أو القيود من أي نوع، أنتم على حق إلا أنكم “لم تروا شيئاً بعد”.
ويضيف الكاتب أن ترامب سيدخل البيت الأبيض متحرراً من جميع القيود تقريباً. سيكون قادراً على تنفيذ كل ما وعد به وكل ما هدد به، في ظل عدم وجود أي شيء تقريباً أو أحد يعترض سبيله.
إعلان
ويلفت الكاتب إلى أن الدافع وراء ذلك هو نفس المزاج المناهض للحكام الحاليين، والذي أطاح بحكومات في الدول الديمقراطية، بما في ذلك في بريطانيا، وهو شيء ليس من الصعب تفسيره، نظراً لأن الأمريكيين يشعرون بآثار صدمة التضخم التي أعقبت جائحة كوفيد. كما أن أي حوار مع ناخبي ترامب، سوف يتحول سريعاً إلى حديث عن أسعار البنزين المرتفعة وفواتير المواد الغذائية.
أول رد من حماس على غلق مكتبها في قطر ومغادرة الدوحة
ويقول الكاتب إن هذا المناخ ولّد دافعاً لطرد الحزب الحاكم، أضف إلى ذلك الخوف من المهاجرين والاتهام بأن الديمقراطيين هم حزب النخب الليبرالية، المنفصلة عن الناس العاديين. كل ذلك، بحسب رأي الكاتب، أدى إلى أن ترامب سيطر ليس فقط على البيت الأبيض، بل وأيضاً على مجلس الشيوخ وعلى الأرجح مجلس النواب.
وعن المحكمة العليا يقول الكاتب إنه بفضل ترامب، تتمتع هذه المحكمة الآن بأغلبية يمينية، كما أنها أصدرت حكماً في يوليو/تموز، منحت من خلاله ترامب حصانة شاملة لأفعاله الرئاسية خلال فترة ولايته، كما سيتلاشى تهديد الخطر القانوني الذي كان يحوم حوله يوماً ما. ومن حسن حظه أنه من المقرر تعليق القضايا الجنائية المتعددة المرفوعة ضده، استناداً إلى مادة تنص على أنه لا يمكن توجيه اتهامات إلى رئيس في منصبه.
إيلون ماسك ما دوره في إدارة ترامب
ويطرح الكاتب تساؤلاً: ما الذي سيبقى إذن لكبح جماح ترامب؟ ويجيب بأنه لا يوجد خوف من خسارة الانتخابات المقبلة، لأنه غير مسموح دستورياً الترشح مرة أخرى، وسوف تبذل وسائل الإعلام التقليدية قصارى جهدها، لكن إذا أظهر لنا عصر ترامب أي شيء، فهو أن نظام بيئة المعلومات في الولايات المتحدة تغيّر تماماً.
ويختتم الكاتب جوناثان فريلاند مقاله مشيراً إلى أن ترامب “أصبح حراً الآن في التخلي عن أوكرانيا لفلاديمير بوتين، وحراً في جعل حلف شمال الأطلسي مجرد حبر على ورق، وهو ما سيحدث عندما يُقسم ترامب اليمين في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، لا أحد يستطيع أن يوقفه”.
مفوضية شؤون اللاجئين: مصر أكبر دولة مستقبلة للسودانيين منذ بدء الحرب
ننتقل إلى صحيفة “الإندبندنت” البريطانية ومقال رأي كتبه مايكل شريدان بعنوان “هل يمكن لسياسة ترامب تجاه الصين أن تؤدي إلى خلاف مع (صديقه) الرئيس شي؟”، ويستهله الكاتب بالإشارة إلى أن ترامب ونظيره الصيني لعبا دور الصديقين، لكن ترامب تعهد برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية. والسؤال: هل تمثل تلك الخطوة عقبة في طريق السياسة الودية بين الشرق والغرب؟
يقول الكاتب إنه كان من الصعب دائماً على الزعيم الصيني ودائرته الداخلية “قراءة” ترامب، فمن ناحية، أحب الصينيون ترامب في نسخته الأولى لأنهم رأوا فيه عميلاً للفوضى، يزعزع الديمقراطية ويضعف التحالفات الأمريكية، لكنهم يكرهون ترامب في نسخته الثانية لنفس السبب، فهو عميل للفوضى، كما أن أسلوبه غير المتوقع يجعل الخصوم في حيرة ويمنحه هو القوة.
وعود ترامب السبعة عندما يعود للبيت الأبيض
ترامب: 41 قرارا في يومه الأول بالبيت الأبيض، ما أهمها؟
ويلفت الكاتب إلى أن الواقع العملي يشير إلى أن الزعيمين سيتركان تفاصيل السياسة لفريقيهما. ففي حين يظل فريق ترامب في حالة من التقلّب، سيستعين الصينيون بوانغ هونينغ المفكر السياسي المفضل لدي شي، ومجموعة من المستشارين الاقتصاديين.
وعن خطوات ترامب المستقبلية تجاه الصين، يقول الكاتب إن ترامب تعهد برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 60 في المئة، وهو تعهد يجعل بعض مؤيديه في وول ستريت يخافون، كما تستطيع الصين الرد على خطوة ترامب من خلال استهداف شركات في سوقها، ومنع تصدير المعادن المهمة للتكنولوجيا، في خطوة تعويض عن القيود الأمريكية المفروضة على أشباه الموصلات، كما تشمل خياراتها بيع بعض سندات الخزانة الأمريكية التي تبلغ قيمتها 775 مليار دولار والسماح بخفض عملتها أمام الدولار.
ويختتم الكاتب مايكل شريدان مقاله مشيراً إلى أن الساحة تتضمن هذه المرة، “فلاديمير بوتين والديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون”، وعلى الرغم من أن ترامب كان لطيفاً معهما في الماضي، إلا أن الرئيس الصيني يسميهم الآن “أصدقاء أعزاء”.