القصة الكاملة لاعتقال الفلسطينيين المشتبه بتنفيذهما هجوم إلعاد

18

اعتقلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الأحد فلسطينيين يشتبه بأنهما نفذا الهجوم الذي قتل فيه ثلاثة اسرائيليين الخميس في إلعاد بالقرب من تل أبيب.

 

وقال جهاز الأمن الداخلي (شاباك) والجيش الإسرائيلي والشرطة في بيان مشترك “تم القبض على الإرهابيين اللذين قتلا ثلاثة مدنيين إسرائيليين في الهجوم المميت في مدينة إلعاد”.

 

وأوضحت الأجهزة الأمنية أنه عثر عليهما خلال “عمليات بحث قرب إلعاد (…) بالقرب من محجر خارج المدينة”.

 

عقب اعتقالهما وقبيل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت “قلنا أننا سنقبض على الإرهابيين وهذا ما فعلناه”.

 

وذكر عناصر أمن لوكالة فرانس برس من موقع الحدث أن المشتبه بهما كانا مختبئين في منطقة حرجية بالقرب من مقلع الحجر ولم يقاوما القوات الأمنية عند اعتقالهما.

 

وهجوم الخميس هو السادس في اسرائيل منذ 22 آذار/مارس، ووقع في مدينة إلعاد بوسط إسرائيل التي يبلغ سكانها نحو خمسين ألف نسمة بينهم عدد كبير من اليهود المتشددين.

 

ونفذ المهاجمان العملية بعد خروجهما من سيارة وهما يحملان فأسين، وهربا في السيارة نفسها وفقا لشهود عيان، تاركين ثلاثة قتلى وأربعة جرحى.

 

وأفاد بيان الأجهزة الأمنية أن المطاردة شارك فيها عناصر من “وحدات الاستخبارات وقوات خاصة” من الشرطة وجهاز الأمن الداخلي والجيش استعانوا أيضا بطائرات مروحية وأخرى مسيرة.

 

من جانبه، شكر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس القوات الأمنية. وكتب على حسابه على تويتر “ألقينا القبض على الإرهابيين اللذين نفذا الهجوم في إلعاد وسنصل لكل من ساعدهما”.

 

من جهته، أشاد وزير الأمن الداخلي عومر بارليف بقوات الأمن وتعهد في بيان مقتضب بـ “تعزيز أمن (…) المدنيين الإسرائيليين”.

 

والقتلى الثلاثة هم يونتان حبقوق (44 عاما) وبوعاز غول (49 عاما) من سكان إلعاد، وأورين بن يفتاح (35 عاما) من سكان اللد في الوسط أيضًا، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

 

وجاءت العملية في يوم إحياء الدولة العبرية الذكرى ال74 لتأسيسها حسب التقويم العبري. أما الفلسطينيون فيحيون في 15 أيار/مايو، ذكرى “النكبة” التي تزامنت مع إعلان دولة اسرائيل.

الأحد، وزعت الشرطة الإسرائيلية شريطا مصورا يوثق عملية الاعتقال.

 

وظهرت قوات كبيرة من عناصر الأجهزة الأمنية المختلفة في محيط موقع إلقاء القبض على الفلسطينيين المشتبه بهما، وقبل أن يتم تقييد يدي أحدهما واقتياده مرتديا بزة سوداء ومعتمرا قبعة إلى النقطة التي ألقيا فيها أحد القضبان الحديد التي استخدموها في الهجوم.

 

وكانت الشرطة قد نشرت صور المنفذين واسميهما وعرفت عنهما بأنهما أسعد الرفاعي (19 عاما) وصبحي شقير (20 عاما) وكلاهما من قرية رمانة التابعة لمحافظة جنين شمال الضفة الغربية.

 

وأعلنت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتان أنهما “تباركان (الهجوم) البطولي”، من دون أن تتبنياه.

 

ودان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “مقتل مدنيين إسرائيليين”، وكذلك المتحدث باسم الخارجية الأردنية هيثم ابو الفول.

 

وتصاعدت الصدامات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قبل العملية في وقت كان المسلمون يصومون شهر رمضان الذي تزامن مع إحياء اليهود لعيد الفصح.

 

في الأسبوعين الأخيرين، أصيب أكثر من 300 معظمهم فلسطينيون وبينهم مسلمون أجانب وعرب في صدامات مع قوات الأمن الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى على أثر زيارات اليهود للباحات والتي تتم وسط حراسة أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية التي تتحكم بالدخول عبر الأبواب.

 

لكن الفلسطينيين يعتبرون هذه الزيارات “اقتحامات”، والمسجد الأقصى الواقع في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بينما يسميه اليهود “جبل الهيكل”.

 

ويسمح للمسلمين بالصلاة في المسجد وباحاته في كل الأوقات، في حين يسمح لليهود والأجانب بالدخول إلى الباحة والتجوال فيها يوميا ما عدا الجمعة والسبت على فترتين من دون أداء الصلوات لكن بعضهم يؤدي بعض الشعائر الدينية “خلسة”.

 

تعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في المدينة، وتديرها عن طريق دائرة الأوقاف الإسلامية.

الأسبوع الماضي، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار من “استباحة” آلاف الكنس اليهودية في العالم، في حال “تكرر” دخول عناصر الشرطة الإسرائيلية الى المسجد الأقصى القبلي.

 

وقال السنوار مخاطبا الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية “عليكم أن تتجهزوا لمعركة كبيرة إذا لم يكف الاحتلال عن الاعتداء على المسجد الاقصى”، معتبرا أن “العدو يخطط لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا كمرحلة أولى تمهيدا لهدمه”.

 

وتعليقا على عملية الاعتقال، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اعتقالهما “لن يثني مجاهدي شعبنا … وسيبقى الاحتلال يدفع ثمن احتلاله لأرضنا وجرائمه بحق شعبنا ومقدساتنا”.

 

وأضافت في بيان نقله المتحدث باسمها في الضفة الغربية طارق عز الدين “لقد أحدثت العملية البطولية إرباكاً وزعزعة لأركان الكيان الصهيوني على أيدي هؤلاء الأبطال، والتي جاءت في ذكرى احتلال فلسطين، لتؤكد أن الحق الفلسطيني لا يموت ولا ينسى”.

 

ومنذ 22 آذار/مارس قُتل 27 فلسطينيا بينهم ثلاثة مهاجمين خلال مواجهات أو عمليات مختلفة، يضاف إليهم ثلاثة مهاجمين آخرين من العرب في إسرائيل نفذوا هجومين وقعا في كل من بئر السبع (جنوب) والخضيرة (شمال) وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنهما.

 

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 18 شخصا في هجمات خلال هذه الفترة ذاتها بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس، بينهم شرطيون من العرب في إسرائيل وأوكرانيون.