القوات الإسرائيلية تواصل اقتحام مخيم “جنين” وتجبر 3 آلاف فلسطيني على النزوح
لا يزال الموقف مشتعلاً في جنين؛ إذ واصلت القوات الإسرائيلية هجومها، لليوم الثاني على التوالي في مدينة جنين ومخيمها، ودفعت بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافات إلى محيط مخيم جنين، فيما واصلت استهداف منازل المواطنين وممتلكاتهم بالصواريخ وإطلاق النار الكثيف.
وتسببت الهجمات الإسرائيلية، التي استخدمت فيها الطائرات المسيرة، في نزوح نحو 3 آلاف فلسطيني.
وأثارت الحملة العسكرية التي بدأتها القوات الإسرائيلية على جنين في الضفة الغربية، فجر الاثنين، ردود فعل عربية وإسلامية؛ إذ دانت بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية.
وعمّ إضراب شامل، الثلاثاء، مدن الضفة الغربية احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي المتواصل على مخيم جنين في شمال الضفة الغربية الذي قتل فيه 10 فلسطينيين، وأصيب أكثر من 100 آخرين، 20 منهم في حالة الخطر.
وكانت القوات الإسرائيلية، قد اقتحمت مخيم جنين للاجئين بأكثر من 1000 جندي إسرائيلي، مدعومين بالطائرات الحربية والمسيرة، وقامت بقصفه بالذخيرة الحية، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل والبنى التحتية المدنية، وقطع الكهرباء والماء عن المخيم.
وأظهرت صور استهداف قوات الاحتلال لعدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، كما هرعت بعض العائلات إلى المستشفيات هرباً من القصف.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أنّ الوضع في جنين مأساوي، خاصةً في ظل منع سلطات الاحتلال للإسعاف الفلسطيني من نقل المصابين باستخدام جرافات ضخمة.
ودانت دولة الإمارات بشدة الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين الفلسطينية ومخيّمها من خلال القصف الجوي وإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وشددت وزارة الخارجية في بيان لها، على ضرورة الوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وحثت السلطات الإسرائيلية على عدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتؤدي إلى تدهور الأوضاع وتوسيع دائرة العنف، وإلى الالتزام بأحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
كما شددت الوزارة على ضرورة إعادة تضافر الجهود الدولية لوقف إطلاق النار لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وأكدت دعم دولة الإمارات لكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في هذا الإطار، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما دانت مصر بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية.
وأضافت مصر في بيان لوزارة الخارجية: «حذرت مصر من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، وما يؤدي إليه من تأجيج لحالة الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، وتقويض للمساعي المبذولة من جانب مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لخفض التوتر في الأراضي المحتلة. وطالبت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة والمؤثرة دولياً بالتدخل لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي تزداد معاناته يوماً بعد يوم».
وفي عمّان، دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين.
وحذرت الوزارة في بيان من «استمرار دوامة العنف، ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة «للجرائم التي اقترفتها القوات الإسرائيلية» في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد.
من جانبه قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتيه، إن السلطة تتابع مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل وقف العدوان.
واتهم إسرائيل بارتكاب جريمة جديدة في مخيم جنين، مؤكداً أن ما يجري هو محاولة جديدة لإزالة المخيم عن الوجود وتهجير أهله.