الكاتبة شرود قطيني : اللاوجود أنا

2

عليَّ أن أنتزعَ قلبي من غصونِ حياتِك، أن أركل
على ذكرياتِنا أن لا أتشبّثَ بأحلامِنا … عليِّ أن أغوصَ في الأنا …
وتبقى بعدَها باحثاً عنًي، تزورُني خلاياكَ ولن تجدَني وحتّى أنا لن أجدَني ..
سأكونُ الحلمَ المُبَطَّنَ الهالكَ لك، المحزن المبتسم، الصامت الشّاكي، تبحث بينَك وبينَ نفسِك فترى الجميعَ غارقاً إلاّ أنت !
تنتظرُني في فجوةِ نفسِك وتحاولُ الهروبَ من ذاتِكَ وكلُّ ذلكَ عبثاً يا كُلَّ كلّي أنا.
تحتوي جروحَك وحدَك،تقف في المنتصفِ، ضائعٌ منّي، والكلُّ يثرثرُ حولَك، لا أحدَ يأخذُ الخوفَ على محملِ الجدِّ،كلُّ الطُّرقاتِ صامتةٌ.. الكلُّ يُهرولُ لا أحدَ ينصتُ لأحدٍ..
كأنّك باللاوجودِ تنتظرُني،كطفلٍ أصَمٍّ ،أبكمٍ، يغرسُ دمعَ القلبِ بالحنينِ..
تحتسي قهوتك الباردةَ في صباحك المُعكّر وتراني في حُبيباتِ البنِّ تندبُ روحَك، ويتخبطُ كوبُ الشفقةِ داخلَك، أصابعَك لن تنفعَك حينَها..
جرائدُك مبلولة بالنّدمٍ على نارٍ هادئةٍ تكويك ..
وتضيعُ ببن الأنا، كالضّائعِ بين آلافِ الأوراقِ، ولست تدري أيَّ خطٍّ الأنسبُ لورقتِك الجافّةِ، تدُركُ حينَها أنَّه كان عليك أن تكون معي وبشراهةٍ أن تنفردَ بحُبّي ،بتفاصيلي المملّةِ، قبل أن أنعتَ روحَك وأخلفَ عنك، قبل أن تصبحَ ثقيلَ القلبِ، جائعَ الفكرِ ..
ليت درجَ حياتِكَ ٱنتهى، وٱبتلعتْكَ نرجسيِّتُكَ ومَحتْكَ الأنانيةُ.
لا أنا ولا أنت سننجو منّا، حينها سنكون محبَطَيْ الكلمةِ، جالسين كرسيَّ الفقدِ كطفلٍ يتيمٍ ينتظرُ نداءَ استغاثةٍ.. علّهُ ينجو !
#أسود