الكويت .. المواطنون يتوافدون على صناديق الاقتراع
لاختيار ممثليهم الخمسين في مجلس الأمة
توافد الكويتيون يوم الثلاثاء على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم الخمسين في مجلس الأمة وذلك للمرة الثالثة خلال سنتين ونصف.
وفي ساعات الضحى كان التصويت يسير بشكل اعتيادي في لجان مدرسة مشعان الخضير المشعان بمنطقة مشرف، المخصصة لتصويت الذكور، مع ضعف نسبي في الإقبال وارتفاع في درجات الحرارة التي فاقت الأربعين درجة.
وقال المستشار محمد النصر الله قاضي اللجنة الأصلية في هذه المدرسة إن “الأمور طيبة وما زلنا في بداية التصويت… الأمور ستسير للأفضل إن شاء الله (بنهاية اليوم)”.
وخارج مقار الاقتراع وقف رجال الأمن والمرور لتنظيم عملية السير والدخول والخروج، وتواجد مرشحون لاستقبال الناخبين وتحيتهم، كما وقف أفراد من الدفاع المدني يساعدون الضعفاء وكبار السن وينقلونهم بالكراسي المتحركة.
وقال محمد نزار وهو مهندس متقاعد (60 عاما) إن الحضور ضعيف مقارنة بالانتخابات السابقة بسبب كثرة الانتخابات.
وتابع “الناس ملّت. هناك إحباط شديد. وأنا في البيت فكرت ألف مرة قبل أن آجي للتصويت”، معتبرا أن أكثر ما تحتاجه الكويت “هو تطبيق القانون على الجميع وكسر الواسطة والمحسوبية”.
بينما رأى أبو قتيبة وهو طالب جامعي (22 سنة) أن بعض الناس فقد الأمل بينما البعض الآخر متمسك بحقه في التصويت مهما صار.
وأكد أبو قتيبة أن قضايا الإسكان والتعليم ينبغي أن تحتل الأولوية لدى البرلمان القادم والحكومة معتبرا أن “هناك تقدما لكن بطيء جدا” في هاتين القضيتين.
تأتي هذه الانتخابات بعد حكم المحكمة الدستورية في مارس آذار الذي أبطل انتخابات سبتمبر أيلول الماضي وأعاد برلمان 2020، الذي كان ولي العهد أمر بحله العام الماضي بعد أزمة سياسية طاحنة بين نواب المعارضة وحكومة الشيخ صباح الخالد الصباح آنذاك.
ودخلت الحياة السياسية بعد هذا الحكم حالة من الغموض، لا سيما أن برلمان 2020 الذي تمت إعادته لم يكن على وفاق مع الحكومة الجديدة التي يرأسها الشيخ أحمد نواف الصباح نجل أمير البلاد.
وفي أول مايو أيار تم حل برلمان 2020، مرة ثانية بمرسوم أميري والعودة للشعب لاختيار ممثليه من جديد. وأصدر ولي العهد، الذي يتولى معظم صلاحيات الأمير، بعدها مرسوما آخر بإجراء الانتخابات البرلمانية التي تجرى الثلاثاء.
ويتنافس في هذه الانتخابات 207 من المرشحين والمرشحات، وهو الأقل منذ أكثر من خمسة عقود. بينما يبلغ عدد الناخبين من الرجال والنساء نحو 794 ألفا.
وقال أنور الرشيد الناشط الحقوقي والخبير في الانتخابات إنه متفائل ويتوقع مشاركة “جيدة نظرا لارتفاع الوعي بين المواطنين”.
وقال “الوعي رائع جدا. نسمع أصواتا شبابية ترفض القبلية وترفض شراء الأصوات وتدعو لانتخاب المرشح الأصلح.. هذا تطور ممتاز”.
وأكد الرشيد أن “استمرار الانتخابات هو بحد ذاته كفيل بإصلاح أخطاء التجربة الديمقراطية.. الإرادة الشعبية مصرة على حقها في المشاركة، ورغم كل الممارسات (الخاطئة) إلا أن الروح الكويتية ظلت تقاوم دوافع عدم المشاركة”.
واعتبر أن من أسماهم “بكارتلات (جماعات) الفساد” هم من يدعون لمقاطعة الانتخابات حتى يكون حظهم أوفر في الفوز بمقاعد البرلمان، داعيا المجلس القادم إلى تعديل القوانين المقيدة للحريات وإنشاء مفوضية عليا مستقلة للانتخابات، يختار البرلمان مسؤوليها وليس الحكومة.
وتحظر الكويت الأحزاب السياسية لكن البرلمان يتمتع بصلاحيات كبيرة مقارنة بباقي دول الخليج، منها الحق في استجواب رئيس الوزراء والوزراء وإقرار القوانين ورفضها وإلغائها. لكن الأمير له الكلمة الفصل في شؤون البلاد وله صلاحية حل البرلمان.