المتحدث باسم أردوغان يكشف تفاصيل المباحثات المرتقبة مع مصر

22

قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المحادثات التي ستُجرى بين تركيا ومصر الأسبوع المقبل يمكن أن تسفر عن تعاون متجدد بين القوتين الإقليميتين المتباعدتين وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا.

وتوترت العلاقات بين أنقرة والقاهرة منذ أطاح الجيش المصري في 2013 بالرئيس الراحل محمد مرسي المنتخب ديمقراطيا والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي كان مقربا من تركيا فيما وصفته أنقرة بانقلاب عسكري.

ومع ذلك بدأت تركيا في الآونة الأخيرة العمل لإعادة بناء العلاقات مع مصر ودول الخليج العربية في محاولة للتغلب على الخلافات التي تركت أنقرة معزولة على نحو كبير في العالم العربي.

وقال إبراهيم كالين مستشار أردوغان والمتحدث باسم الرئاسة التركية لرويترز في مقابلة إن هناك اتصالات بين رؤساء أجهزة المخابرات ووزيري خارجية البلدين وإن بعثة دبلوماسية تركية ستزور مصر أوائل مايو أيار.

وأضاف “بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع، أعتقد أن من مصلحة البلدين والمنطقة تطبيع العلاقات مع مصر”.

وفي لفتة إلى القاهرة الشهر الماضي، طلبت تركيا من قنوات التلفزيون المصرية المعارضة العاملة على أراضيها تخفيف حدة الانتقادات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القائد السابق للجيش الذي أطاح بمرسي.

ورحبت مصر بالخطوة لكنها ما زالت تتبنى علنا نهجا متحفظا تجاه الدعوات التركية لتحسين العلاقات بين البلدين اللذين يدعمان أيضا أطرافا متنافسة في الصراع الليبي.

وقال كالين “التقارب مع مصر… سيساعد بالتأكيد الوضع الأمني في ليبيا لأننا نعي تماما أن لمصر حدودا طويلة مع ليبيا، وقد يشكل ذلك في بعض الأحيان تهديدا أمنيا لمصر”.

وأوضح أن تركيا ستبحث موضوع الأمن في ليبيا مع مصر ودول أخرى. وتدعم الأمم المتحدة حكومة انتقالية تولت زمام الأمور في ليبيا الشهر الماضي.

لكن على الرغم من دعوة الأمم المتحدة جميع القوات الأجنبية لمغادرة ليبيا، أشار كالين إلى أن ضباط الجيش التركي والمقاتلين السوريين المتحالفين معهم سيبقون هناك.

وقال “لدينا اتفاق لا يزال قائما مع الحكومة الليبية”، مشيرا إلى اتفاق 2019 الذي مهد الطريق لتدخل تركي حاسم لدعم حكومة طرابلس.

ظل خاشقجي

إلى جانب مبادرتها الخاصة بمصر، سعت تركيا لتحسين علاقاتها مع السعودية، ذات الثقل في منطقة الخليج، التي دخلت في أزمة بعد قتل فرقة اغتيال سعودية للصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018.

ووافق رجال أعمال سعوديون العام الماضي على مقاطعة غير رسمية للسلع التركية ردا على ما وصفوه بعداء أنقرة، الأمر الذي تسبب في خفض قيمة التجارة بنسبة 98 في المئة.

وقال كالين “سنبحث عن سبل لإصلاح العلاقات بأجندة أكثر إيجابية مع السعودية أيضا”، مضيفا أنه يأمل في إنهاء المقاطعة.

وفي تغير ملحوظ في لهجة أنقرة، رحب مستشار أردوغان بالمحاكمة التي أجرتها السعودية وقضت العام الماضي بسجن ثمانية متهمين بقتل خاشقجي بين سبع سنوات و 20 عاما.

وكانت أنقرة قد قالت عندما صدر ذلك الحكم إنه لم يرق لمستوى التوقعات وحثت الرياض على التعاون معها حيث تجري محاكمة 20 مسؤولا سعوديا غيابيا، مع أن المحكمة لم تعقد سوى ثلاث جلسات منذ يوليو تموز.

وقال أردوغان في 2018 إن الأمر بقتل أردوغان صدر من “أعلى المستويات” في الحكومة السعودية، كما خلص تقييم للمخابرات الأمريكية نُشر في فبراير شباط هذا العام إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان وافق على عملية القتل، وهو اتهام رفضته المملكة.

وقال كالين “لديهم محكمة أجرت محاكمات. اتخذوا قرارا وبالتالي فنحن نحترم ذلك القرار”.