المجلس العسكري في بورما يفرج عن 1600 محكوما
يفرج المجلس العسكري الحاكم في بورما الأحد عن أكثر من 1600 محكوم بمناسبة العام البوذي الجديد الأحد، ليس بينهم سجناء سياسيون أو محتجون شاركوا في التظاهرات ضد الانقلاب الذي وقع في شباط/فبراير 2021.
وأعلن التلفزيون الحكومي البورمي أنه تم “العفو” عن 1619 سجينا بينهم 42 أجنبيا وسيتم إطلاق سراحهم بمناسبة العام الجديد، في تقليد سنوي شهد العام الماضي إطلاق سراح 23 ألف سجين.
وتشهد هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا اضطرابات منذ الإطاحة بحكومة أونغ سان سو تشي المدنية العام الماضي في انقلاب عسكري أثار احتجاجات ضخمة واجهتها السلطات بقمع عنيف.
ولم يشمل العفو سجناء سياسيين ولا متظاهرين اعتقلوا في إطار الاحتجاجات على الانقلاب مما سبب خيبة أمل لعائلاتهم.
وقال سجين أطلق سراحه من سجن إنسين في يانغون لوكالة فرانس برس إن “القضايا السياسية والمتظاهرين لم يكونوا من بين الذين أطلق سراحهم” ولم تفرج الحكومة سوى عن مجرمين.
وغادرت حشود تجمعت أمام السجن، المكان ببطء بعد ظهر الأحد (بالتوقيت المحلي). وقال مراسلو وكالة فرانس برس إن أكثر من مئة شخص تجمعوا على أمل لقاء أحبائهم.
وكان بين هؤلاء امرأة تنتظر ابن أخيها البالغ من العمر 19 عاما والذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة التحريض ضد الجيش. وقالت طالبة عدم كشف اسمها “كان صغيرا وربما كان يشعر برغبة في القتال”.
واضافت هذه السيدة “أتمنى أن يتم إطلاق سراح جميع الأطفال الصغار بمن فيهم ابن أخي. كانوا جميعا أبرياء”.
أما آي مينت التي تقضي ابنتها البالغة من العمر 19 عاما عقوبة السجن ثلاث سنوات بتهمة سياسية، فتأمل في الإفراج عنها. وقالت آي مينت “حتى الآن، قضت أكثر من عام في السجن”.
– معلومات مالية سرية” –
حوالى ظهر الأحد، أكد ضابط في إنسين أن “حوالي 160 سجينا بينهم ست نساء” أفرج عنهم من هذا السجن من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ولم يرد ذكر للخبير الاقتصادي الأسترالي شون تورنيل المستشار السابق لسو تشي الذي تم اعتقاله بعد فترة وجيزة من الانقلاب. وهو يخضع حاليا للمحاكمة بتهمة انتهاك قانون الأسرار الرسمية الذي يعاقب عليه بالسجن لمدة 14 عاما كحد أقصى.
ولم تكشف التفاصيل الدقيقة للاتهامات الموجهة اليه لكن التلفزيون الرسمي قال إنه تمكن من الوصول إلى “معلومات مالية سرية للدولة” وحاول الفرار من بورما.
وأعربت منظمات لحقوق الإنسان عن قلقها بشأن التهم الموجهة إلى تورنيل، لا سيما بعدما مُنعت السفارة الأسترالية من حضور إحدى جلسات محاكمته في أيلول/سبتمبر.
وعادة تصدر الدولة البورمية كل سنة عفوا عن آلاف السجناء بمناسبة العام البوذي الجديد الذي يحتفل فيه السكان في أجواء من الفرح وتتخله معارك مائية.
لكن مع القمع العسكري القاسي للمعارضة، ساد الصمت في العديد من الشوارع في المدن الكبرى.
وأدى قمع التظاهرات الحاشدة ضد الانقلاب العسكري إلى مقتل أكثر من 1500 مدني، فيما تُقدر منظمة غير حكومية محلية عدد الموقوفين بنحو 12 ألف شخص.
وأعلن المجلس العسكري الحاكم في بورما أنّه سيُطلق سراح أكثر من 800 سجين في إطار عفو لمناسبة يوم الاتّحاد.
وتوعّد قائد المجلس العسكري الحاكم في بورما مين أونغ هلاينغ في ذكرى انقلاب شباط/فبراير 2021 بـ”إبادة” معارضي الانقلاب في البلاد.