المغرب يوفر آفاقا جذابة للمستثمرين في قطاع السياحة
منظمة الأمم المتحدة للسياحة تشيد بإمكانيات البلد ومقوماته بما يعزز موقعه ضمن أفضل الأسواق في العالم.
تؤكد أحدث المؤشرات الدولية أنه من خلال الجمع بين سوق السياحة النابض بالحياة والدعم الحكومي والعروض المتنوعة، يعطي المغرب مشهدا واعدا للاستثمار في هذه الصناعة المهمة لتنمية الاقتصاد، خاصة وأن البلد يستعد لاحتضان أحداث ضخمة في السنوات المقبلة.
يشكل المغرب سوقا واعدا للمستثمرين في قطاع السياحة بفضل ما يقدمه من إمكانيات متنوعة وداعمة للأعمال، ما يجعله إحدى الوجهات المميزة في المنطقة العربية وأفريقيا وحوض المتوسط.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للسياحة في تقرير جديد تحت عنوان “الاستثمار في المغرب” إلى أن البلد “يوفر آفاقا جذابة للغاية للمستثمرين، بفضل موقعه الجغرافي الإستراتيجي، وبيئته الاقتصادية القوية، وسياسته الطموحة لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر.”
وذكر معدو التقرير الذي صدر مؤخرا أن “جاذبية المغرب للمستثمرين تنعكس في التدفقات الأجنبية المباشرة، التي بلغت في المتوسط 3.5 مليار دولار سنويا خلال الأعوام الخمسة الماضية، في مختلف القطاعات.”
وأوضحت المنظمة أن المغرب تميز كوجهة أفريقية حققت أعلى نمو في عوائد السياحة، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 43 في المئة مقارنة بعام 2019، لتصل إلى 10.5 مليار دولار في 2023.
وجاء ذلك بفضل العوامل التي جعلت من السياحة المغربية وجهة مفضلة للمستثمرين، كإمكانية الوصول إلى أسواق تضم 2.5 مليار مستهلك حول العالم، بالإضافة إلى تراث البلد الثقافي والطبيعي الغني.
وتطرق التقرير إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه قطاع السياحة في الأداء الاقتصادي للمغرب، مستفيدا من سياسات مالية ونقدية قوية، وبيئة سياسية واجتماعية مستقرة، إلى جانب إجراءات تحفيزية لجعله محركا مهما في التنمية.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة زوراب بولوليكاشفيلي إن “المغرب وجهة متميزة للمستثمرين في السياحة، إذ استفاد القطاع من استثمارات متراكمة بقيمة 2.2 مليار دولار بين عامي 2014 و2023.”
ولفت إلى أن الاستثمارات في تطوير البنية التحتية الفندقية بلغت نحو 2.6 مليار دولار بين عامي 2015 و2024.
وقبل نشر هذا التقرير أكدت المنظمة، في دليلها “سياحة ممارسة الأعمال – الاستثمار في المغرب”، أنه بفضل آفاق اقتصادية متينة، ونمو متواصل وحوافز جذابة يواصل المغرب تعزيز مكانته كرائد في مجال الاستثمارات السياحية بأفريقيا.
وأضافت أنه “بفضل مزيج من الحوافز الضريبية الجذابة، وبنية تحتية ذات جودة، وإستراتيجية تنموية طموحة، يواصل المغرب هيمنته على السوق الأفريقي للسياحة.”
وفي إطار بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، التي سينظمها المغرب بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، يجري إنجاز مشاريع طموحة لزيادة سعة الإيواء السياحي خاصة في المدن المستضيفة للمباريات، وهذه الاستثمارات تتوخى دعم نمو القطاع استجابة لطلب متزايد.
ويؤكد الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، في تصريح لـ”العرب”، أن تنظيم هذه التظاهرة الكروية العالمية سيساهم بشكل كبير في زيادة جاذبية الدول على مختلف الأصعدة وتحقيق إقلاع اقتصادي.
وقال “ستسمح بتطوير عدد من القطاعات وتجويد مجموعة من الخدمات من بينها زيادة الاستثمار في البنية السياحية والرفع من الطاقة الاستيعابية للمنشآت الفندقية.”
وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش شدد أمام البرلمان قبل فترة على أن “الاهتمام الذي توليه الحكومة للسياحة كان له الأثر الإيجابي على تكريس الثقة لدى المستثمرين في الفرص المتاحة للقطاع.”
وأضاف “هذا الوضع مكن القطاع من جذب استثمارات تتجاوز 8 مليارات درهم (790 مليون دولار) خلال سنة 2024،” مبرزا أن هذه المبالغ ستتوجه خصوصا إلى الرفع من طاقة الإيواء والخدمات السياحية.
وتهدف خارطة طريق السياحة للفترة بين 2023 و2026، التي أعدتها وزارة السياحة، إلى دخول المغرب قائمة أفضل 15 وجهة في العالم.
وعلاوة على ذلك تعزيز مساهمة هذه الصناعة في نمو الاقتصاد، وتشجيع توليد فرص الشغل، عبر جذب 17.5 مليون زائر، وتوفير 200 ألف فرصة شغل جديدة، وتحقيق 120 مليار درهم (11.8 مليار دولار) من الإيرادات بحلول 2026.
وأبرمت إكسبيديا باعتبارها منصة رائدة عالميا في مجال السفر عبر الإنترنت، على هامش أكبر معرض سياحي عالمي (آي.تي.بي) في برلين، الأسبوع الماضي شراكة إستراتيجية مدتها ثلاث سنوات مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، بدءا من صيف 2025.
وتهدف الشراكة إلى مضاعفة عدد الليالي السياحية بحلول السنة الثالثة، واكتساب أسواق جديدة، مع التركيز على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
وإلى جانب ذلك إطلاق إستراتيجية تسويقية شاملة، تشمل منصات إعلام مميزة، وحملات إعلامية، ودورات تدريبية للشركاء، وأنشطة تعزيز العلامة التجارية، لزيادة إشعاع صورة المغرب عبر واجهات المنصة.
ومن خلال المشاركة في معرض برلين أكد مكتب السياحة رغبته في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة وتنافسية على الساحة العالمية، والسعي إلى الاستفادة من حضور شركات عالمية لتعزيز رؤية الحكومة وترسيخ جاذبية البلد لدى الأسواق المستهدفة.
وفي سياق هذا الزخم دعا المستشار البرلماني إدريس القندوسي إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية السياحية بكافة جهات المغرب، لرفع الضغط عن بعض المدن، خصوصا وأن هناك تنوعا في المنتجات ويجب استثماره لزيادة توافد السياح.
ويظهر تقرير منظمة السياحة امتلاك المغرب لمجموعة من المؤهلات الرئيسية لتنمية السياحة، من بينها تسعة مواقع مصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، و11 حديقة وطنية، وبنية تحتية متقدمة تشمل 19 مطارا و27 ميناء تجاريا وألفي كيلومتر من الطرق.
ولفت إلى أن قدرة استيعاب الفنادق ارتفعت بأكثر من 60 في المئة منذ عام 2012، ما ساهم في ازدهار القطاع، كما أن الاستثمارات في المجال تحظى بدعم الشركة المغربية للهندسة السياحية، التي توفر مواكبة مخصصة لأصحاب المشاريع الاستثمارية.
وأكدت المنظمة أن المغرب، بفضل مؤهلاته الاقتصادية واستقراره السياسي وإطاره المحفز للاستثمار، يرسخ مكانته كوجهة لا غنى عنها للمستثمرين الراغبين في الاستفادة من الديناميكية التي يشهدها القطاع السياحي.
وأشادت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة ناتاليا بايونا بالحركية الاقتصادية التي يشهدها المغرب، مؤكدة أنه فرض نفسه قوة اقتصادية خامسة في أفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، بمعدل نمو سنوي بلغ 2.5 في المئة خلال العقد الأخير.