المملكة المتحدة .. جائع بين كل 7 بريطانيين بسبب أزمة الغذاء
وجدت دراسةٌ جديدة أجريت في المملكة المتحدة، أن شخصاً من كل سبعة أفراد يعاني من الجوع، لأنه لا يستطيع تحمل التكاليف المتصاعدة للغذاء.
وتبين الدراسة أيضاً أن أصحاب الإعاقة ومن ينهضون بإعالة أسر من دون وجود الشريك الاخر، بالإضافة إلى من يعيشون بمفردهم، يشكلون الشريحة الأكثر تضرراً من هذا الوضع. وفي الوقت نفسه، حذرت مؤسسة “تراسل تراست” Trussell Trust الخيرية لبنوك الطعام، من أن الناس باتوا يبتعدون عن أفراد أسرهم والأصدقاء بسبب تكاليف الاختلاط الاجتماعي.
ووجدت المنظمة الخيرية التي تدير أكثر من 1200 بنك طعام في المملكة المتحدة، أن حوالى 11 مليوناً و300 ألف شخص وقعوا في براثن الجوع في العام الماضي، ما يوازي ضعف عدد سكان اسكتلندا.
واستطراداً، رأى جوناثان أشوورث وزير الدولة لشؤون العمل والمعاشات في حكومة الظل “العمالية” المعارضة، أن تلك الأرقام تشكل “أحد التعبيرات الكارثية” عما آلت إليه الأوضاع في ظل حكومة المحافظين.
وقد أجرى معدو الدراسة أيضاً مقابلات مع حوالى 50 شخصاً استعانوا ببنوك طعام في مناطقهم خلال العام الماضي. واستمعوا إلى معاناة أم لطفلين تبلغ من العمر 50 عاماً، ذكرت إنها اضطُرت إلى طلب المساعدة، لأنه لم يكن لديها سوى علبةٍ واحدة من الفاصوليا في خزانة المأكولات في منزلها.
وأضافت، “كانت إبنتي تسألني، ’هل يجب علينا تناول الفاصوليا من جديد؟ ألا يمكننا الحصول على أطعمة أخرى؟‘ أشعرُ في الواقع بأنني قد خذلتُ أفراد أسرتي، لأنني لم أستطع إطعامهم وفق ما يجب”.
وفي مقابلة مع امرأةٌ أخرى، تبين أنها لم تضىء مصابيح الإنارة في منزلها، كي تتمكن من توفير بعض المال. وبحسب كلمات تلك المرأة، “لدي مصباح صغير يعمل بالبطارية قرب سريري، استخدمه في الماضي للقراءة في ساعات الليل. وقد اعتدنا مشاهدة التلفزيون في فترات المساء، لكنني لم أعد أميل إلى ذلك الآن”.
في إطار مشابه، يعاني رجلٌ آخر إعاقة جسدية، وقد أكد للباحثين أنه لا يستطيع الاستحمام إلا مرة واحدة في الأسبوع، مع استخدام الماء البارد. ووصف ذلك بأنه أمرٌ “سخيف”، وأضاف، “لكن لا يمكنني أن فعل أي شيء حيال ذلك”.
ثمة قصة مماثلة عن إحدى الأمهات التي توقفت عن العمل حينما مرض طفلها، وقد أعربت لمعدي الدراسة عن فرحتها بالعثور على وظيفةٍ جديدة، ما يعني أنه بات في إمكانها الآن تحمل تكاليف الطعام من جديد. وأشارت إلى إنها تستطيع الآن “الحصول على شوكولاتة ساخنة وأشياء من هذا القبيل”. وأضافت، “لم يكن في مكنتنا تحمل كلفة تلك الأنواع خلال الفترة التي لم يكن في المنزل أي أغذية على الإطلاق”.
في الإطار نفسه، أوضح مستخدم اخر لبنوك طعام يعيش بمفرده، أنه يفضل عدم إطلاع أي شخص على مشاكله المالية. وبحسب رأيه، “أنا لا أفصح عن راتبي لأي فرد، ولا أخبر أحداً بما أحصل عليه من دعم حكومي. قد أفعل حينما أشعر بالمعاناة، وسأنفذ ذلك بهدوء”.
وفي سياق متصل، أفادت منظمة “تراسل تراست” الخيرية أن شخصاَ من كل أربعة لجأوا إلى بنوك الطعام، تحدثوا أيضاً عن معاناتهم عزلةٍ اجتماعية شديدة، موضحين أنهم يلتقون بأفراد عائلتهم أو الأصدقاء أو الجيران، أقل من مرةٍ في الشهر.