اليونان.. انتخابات قبرص تعقد المشاكل في «شرق المتوسط»

50

أعادت الانتخابات البرلمانية في جزيرة قُبرص “اليونانية” خلط جميع الأوراق والحسابات المُتعلقة بالقضايا العالقة

في منطقة شرق المتوسط.

فقد اسفرت النتائج عن تراجع شعبية حزب التجمع الديمقراطي الذي يقوده الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس،

لصالح صعود حزب الجبهة الشعبية الوطنية اليمني المُتطرف، الذي يناهض الأجانب المقيمين في جزيرة قُبرص،

ويملك خطاباً مناهضاً للقبارصة الأتراك، في القسم الشمالي من الجزيرة.

 

النتائج التي أظهرت تراجع شعبية الحزب الحاكم من 30.7% التي حققها في آخر انتخابات جرت العام 2016، إلى ما دون الـ 23%

في الانتخابات التي جرت قبل يومين، وهو أمر قد يهدد إمكانية تجديد الرئيس الحالي نيكوس أناستاسيادس لولاياته خلال

 

الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها في العام 2023، وصعود شخصية قومية متطرفة لقيادة البلاد. كذلك أسفرت الانتخابات عن

هزيمة الحزب اليساري القبرصي، الذي حقق أسوء نتيجة له في تاريخ الحياة السياسية في البلاد.

 

كان الحزبان الرئيسيان -الخاسران- في البلاد، التجمع الديمقراطي واليساري، يملكان مشاريع تصالحية مع نظرائهم من مواطني

الجزيرة من القبارصة الأتراك، ويعملان على تحقيق نتائج إيجابية من المفاوضات الجارية بشأن إعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ

العام 1974، عبر منح أتراك الجزيرة حقوقاً فيدرالية ضمن كيان موحد، والتوصل إلى حلول توافقية مع تركيا.

 

الصراع داخل الجزيرة

حزب الجبهة الشعبية الوطنية اليميني ELAM، الذي قالت التحليلات الأولية إنه حصل على ثقة الفئات العمرية الأصغر سناً في

الجزيرة، يستند على خطاب قومي مناهض لطروحات الحزبين الرئيسيين. كذلك فأنه الكثير من قادته وتنظيماته متهمة

 

بالعلاقة مع حركة “أكوا” السرية، المتهمة بشن هجمات على المدنيين الأتراك خلال سنوات الصراع الأهلي داخل الجزيرة 1957-

1974. وصعود السياسي يعيد للأذهان المشهد القبرصي الذي كان خلال تلك السنوات.