انتهاء أزمة آزوفستال بعد استسلام مئات المقاتلين الأوكرانيين للروس

23

استسلم المئات من المقاتلين الأوكرانيين، للقوات الروسية، الثلاثاء، بعد أسابيع من التحصن في المخابئ والأنفاق التي تقع أسفل مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول مع اقتراب الحصار الأكثر تدميراً في الحرب الروسية في أوكرانيا من نهايته.

وقصفت القوات الروسية ماريوبول بالمدفعية لأسابيع، ما اضطر مدنيين ومئات من المقاتلين، والكثير منهم من كتيبة آزوف، إلى اللجوء إلى مصنع آزوفستال الضخم الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية. وتأسس المصنع في عهد جوزيف ستالين ويحتوي على متاهة من المخابئ والأنفاق لمقاومة هجوم نووي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن 265 مقاتلاً أوكرانياً استسلموا، بينهم 51 أصيبوا بجروح خطرة، وسيعالجون في نوفوازوفسك بمنطقة دونيتسك الانفصالية التي تدعمها روسيا. وشوهدت سبع حافلات على الأقل تقل مقاتلين أوكرانيين استسلموا يغادرون مصنع آزوفستال برفقة القوات الروسية الثلاثاء.

وقال الشاهد: إن بعض المقاتلين الأوكرانيين الذين نقلوا لم يظهر أنهم مصابون. وذكرت وكالة «تاس» الروسية، أن لجنة تحقيق ستستجوب المقاتلين الأوكرانيين الذين استسلموا في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول.

وقالت الوكالة: إن الاستجواب سيتم في إطار التحقيق الروسي فيما تسميه موسكو «قضايا جنائية تتعلق بجرائم النظام الأوكراني». وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في الساعات الأولى من الثلاثاء: إن مهمة الدفاع عن مصنع الصلب انتهت.

ولم يتضح ما الذي سيحدث للمقاتلين الذين وصفهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنهم «أبطال»، إلا أن مشرعين في روسيا وصفوهم بأنهم «مجرمون نازيون».

وقال الكرملين: إن المقاتلين سيُعاملون بما يتماشى مع الأعراف الدولية، بينما نشرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار مقطعاً مصوراً قالت فيه: «ستتم عملية مبادلة لإعادتهم إلى الوطن». وتشكلت كتيبة «آزوف» في 2014 كميليشيات متطوعة يمينية متطرفة لمحاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين سيطروا على أجزاء من منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا، والتي يتحدث أغلب سكانها اللغة الروسية. وتقول روسيا: إنها تريد إنهاء الحكم الأوكراني هناك.

وتنفي الكتيبة اتهامات الفاشية والعنصرية والنازية، وتقول أوكرانيا إنه تم إبعادها عن أصولها القومية المتطرفة ليتم دمجها في الحرس الوطني. ووصفت القيادة العسكرية الأوكرانية المدافعين بأنهم «أبطال هذا العصر».

من جهته، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الثلاثاء نشر فريق من المحققين وفي أوكرانيا هو الأكبر يرسل على الأرض، للتحقيق في جرائم حرب.

وقال كريم خان في بيان «أؤكد أن مكتبي أرسل اليوم فريقاً مؤلفاً من 42 محققاً وخبيراً في الجنايات وموظفي مساندة آخرين إلى أوكرانيا» موضحاً أنها «أكبر بعثة من حيث العدد تم نشرها حتى الآن في منطقة دفعة واحدة».