انطلاق قمة الاتحاد الأفريقى فى دورتها الـ34 في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا
انطلقت أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في دورتها الـ 34 عبر الفيديو كونفرانس، وذلك في العاصمة
الاثيوبية أديس أبابا، بمشاركة محدودة بسبب الإجراءات الاحترازية لوباء كورونا.
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقى، قد أعلنت مؤخرا أنه سيتم عقد فعاليات الدورة العادية الـ34
لمؤتمر الاتحاد الأفريقى يومى 6 و7 فبراير، على أن يكون جدول الأعمال مبسطا وبمشاركة
محدودة عبر الإنترنت، وذلك للدول غير الأفريقية والمنظمات الدولية المعتمدة بسبب الإجراءات
الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأشارت المفوضية – فى بيان من مقرها بإثيوبيا – إلى أنه تم إبلاغ البعثات الدائمة للدول غير
الأفريقية والمنظمات الدولية المعتمدة لدى الاتحاد بهذا القرار، على أن تكون المشاركة
افتراضية عبر الإنترنت وتقنيات الفيديو كونفرانس.
وكان قد تم افتتاح الدورة العادية الـ38 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، في وقت سابق
اليوم، لمناقشة عدد من الملفات المهمة، وعلى رأسها الترشيحات الأفريقية في النظام الدولى،
وكذلك انتخابات وتعيينات قيادة مفوضية الاتحاد الأفريقى.
– تلقيح
من المقرر أن تبدأ المناقشات المغلقة اليوم بكلمة لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا بشأن
الجهود الحالية للقارة في مواجهة الوباء. وسيتولى رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية
فيليكس تشيسكيدي الرئاسة الدورية السنوية للمنظمة خلفا له.
وسيتم التطرق إلى مسألة تمويل حملات التلقيح في القارة، على حد قول مدير وكالة الصحة
العامة التابعة للاتحاد الأفريقي جون نكينغاسونغ.
والرهان كبير. فبتحديد جرعتين لكل شخص، تحتاج إفريقيا إلى 1,5 مليار جرعة لتطعيم ستين
بالمئة من سكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة وتحقيق مناعة جماعية.
وستنشغل الدول الأعضاء بالانتخابات الداخلية للاتحاد الأفريقي أيضا، وهي قضية مهمة
لتحديد قدرتها على مواجهة الوباء وتحديات القارة في مجالي الاقتصاد والأمن.
وفكي، رئيس وزراء تشاد الأسبق هو المرشح الوحيد لولاية جديدة على رأس المفوضية
الهيئة التنفيذية للاتحاد.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في مذكرة مؤخرا إنه سيتعين عليه الفوز بثلثي الأصوات
وتجاوز الاتهامات التي يرفضها “بنشر ثقافة التحرش الجنسي والفساد والترهيب داخل المفوضية”.
– ملفات حساسة
ينظر العديد من الدبلوماسيين إلى النيجيري بانكولي أدييوي على أنه المرشح الأوفر حظا لرئاسة
مفوضية عليا تجمع بين الشؤون السياسية وإدارة السلام والأمن. لكن قواعد الاتحاد الأفريقي التي
تفرض توزيع المناصب الرئيسية بين مختلف مناطق إفريقيا يمكن أن تكذب هذه التوقعات.
وسيلعب الفائز في هذه الانتخابات دورا مهما إلى جانب فكي في محاولة حل العديد من الأزمات
الداخلية في القارة التي يتهم الاتحاد الأفريقي بإهمالها.
فمجلس السلم والأمن تناول مثلا بالكاد النزاع بين الحكومة الكاميرونية والانفصاليين الناطقين
بالإنجليزية، أو الصعود المقلق للإسلاميين المتطرفين في شمال موزمبيق.
وتعد الأزمة في تيغراي التي هزت لمدة ثلاثة أشهر إثيوبيا مقر الاتحاد الأفريقي، واحدة من
أكثر القضايا حساسية.
ومع اندلاع القتال في هذه المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا مطلع تشرين الثاني/نوفمبر،
دعا فكي إلى وقف الأعمال العدائية بين حكومة أديس أبابا والسلطات المنشقة في تيغراي.
لكن رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام في 2019 أبيي أحمد رفض أي وساطة
للاتحاد الأفريقي في عملية “فرض القانون” التي تقع تحت سيادة البلاد.
وتتزامن هذه القمة أيضا مع إعلان الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن السياسة الدبلوماسية
الجديدة للولايات المتحدة، موضحا أنه يريد إعادة الاتصال بالمؤسسات المتعددة الأطراف
مثل الاتحاد الأفريقي.
وتعهد بايدن في تسجيل فيديو نشر الجمعة، أن تتبع إدارته “دبلوماسية طويلة الأمد بالاشتراك
مع الاتحاد الأفريقي للتعامل مع الصراعات التي يسقط فيها ضحايا في القارة”.