انهيار ثلجي وراء مقتل متسلق جبال إيطالي

90

قُتِل متسلق الجبال الإيطالي الشهير كارلو ألبرتو تشيمنتي (45 عاماً) الاثنين مع صديق له جرّاء انهيار ثلجي في سيستريير بشمال غرب إيطاليا، على ما أفادت الصحف الإيطالية.

وعثر على كارلو البرتو تشيمنتي الملقّب بـ “كالا” وعلى صديقه باتريك نيغرو ميتين، وقد دفنت جثتاهما تحت مترين من الثلج، وفق ما نقلت الصحف عن عناصر الإنقاذ.

وكتب المعجبون بمتسلق الجبال الجريء رسائل رثاء له على صفحة “فيسبوك” الخاصة بناديه للتسلق التي نشرت الأحد صور “سيلفي” التقطها لنفسه وبدا فيها مبتسماً.

ومن أبرز إنجازات تشيمنتي صعوده مثلاً عام 2019 إلى قمة نانغا باربات، وهي واحدة من أعلى القمم في العالم، تقع في سلسلة جبال هيمالايا، ويُعرَف عنها أنها شديدة الصعوبة.

وشارك الراحل أيضاً في صيف 2019 في إنقاذ أحد رفاقه الإيطاليين في التسلق، سقط خلال تسلقه جبلاً في شمال باكستان وأصيب بجروح خطرة على ارتفاع 6300 متر.

لماذا تحدث الإنهيارات الثلجية المدمّرة ؟

الإنهيارات الثلجية أو الجليدية المدمّرة وعالية السرعة (High Speed Avalanches) تحدث غالبا من سقوط كتلة من الجليد أو الثلوج التي تنفصل عن جانب أحد الجبال ومن ثم تنحدر وتهوي الى أسفل بسرعة كبيرة.

وهي عادة ما تتسبب بضرر كبير إذا كان حولها أي نوع من الحياة أو البنية المدنية ، ولكن ما هو المسبب لهذة الإنهيارات الثلجية ولماذا تحدث ؟

هناك العديد من الأسباب لحدوث الإنهيارات الثلجية الضخمة منها ما هو طبيعي ومنها ما هو من صنع الإنسان ، ومن أهم الأسباب الطبيعية هو حدوث إرتفاع في درجة الحرارة أواخر الشتاء وأوائل الربيع والصيف ما يقلل من كثافة الجليد وبالتالي قدرته على التماسك .

أيضا الحياة الطبيعية قد يكون لها دور فعدم القيام برعي كاف للماشية والأغنام على السفوح العشبية خلال الصيف قد يؤدي لنمو حشائش طويلة يصعب على الثلج التمسك بها .

ومن أسباب حدوث الإنهيارات الثلجية التي تكون من صنع الإنسان هو زيادة العمران والحركة والنشاطات الرياضية خاصة التزلج على الجليد وما يرتبط بها من إزالة أشجار الغابات وإنشاء المباني ورصف الطرق وغيرها من الأمور والتدخّلات البشرية التي من شأنها زيادة فعالية الانهيارات الجليدية وتكرار حدوثها .

سرعة الإنهيارات الجليدية

يمكن أن تسير إنهيارات الثلوج الجافة بسرعات تصل إلى 225 ميلا في الساعة ، أي بقوة  تعادل قوة الإعصار ، والشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه أثناء الإنحدار السريع للثلج المفتت الى أسفل تحدث إنفجارات ثلجية أخرى في الهواء مماثلة بقوتها

المدمرة لتلك التي حدثت في بداية الإنهيار تزيد في قوة تقدّمه ومساحة الدمار التي يسبّبها ، من ناحية أخرى يسير إنهيار الثلوج الرطبة بسرعة أبطأ بكثير تبلغ حوالي 20 ميلا في الساعة، ولكن هذا لا يجعلها أقل فتكا .

جدير بالذكر أن أعظم الإنهيارات المسجلة غالباً ما تحدث في جبال الهيمالايا العالية ، ولكن الإنهيارات التي تتسبب في أعلى معدّل وفيات فإنها تسقط في أودية جبال الألب المأهولة بالسكان