انهيار صفقة تخفيف الحكم عن نجل الرئيس الأمريكي هانتر بايدن والسلطات القضائية الأمريكية
انهارت الصفقة بين هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبين السلطات القضائية الأمريكية، والتي كان من المتوقع أن يقر خلالها في المحكمة بالذنب ويعترف بارتكاب مخالفات ضريبية ويعترف بجريمة حيازة سلاح غير قانوني وتعاطي مخدرات.
وبناء على الصفقة التي انهارت في جلسة دراماتيكية بالمحكمة، كان الإقرار بالذنب، الذي تم التفاوض بشأنه على مدى عدة أسابيع، سيؤدي إلى سجن هانتر لبعض الوقت ثم سيخرج.
لكن قاضية أمريكية أعلنت الأربعاء، أنها لا تستطيع “الإقرار بهذا الاتفاق”.
هذه القضية هي الأولى التي توجه فيها وزارة العدل اتهامات لنجل رئيس أمريكي ما زال في الحكم.
ومنحت القاضية هيئة الدفاع عن هانتر بايدن، 14 يوما، للتوصل إلى اتفاق جديد مع جهات الادعاء.
استمرت التحقيقات في هذه القضية خمس سنوات وتم التدقيق في الشؤون المالية لنجل الرئيس الأمريكي، الذي وصل صباح الأربعاء إلى المحكمة في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.
وبحسب الاتفاق الذي تم الإعلان عنه الشهر الماضي، كان من المقرر أن يعترف هانتر بايدن بارتكاب جنحتين لعدم دفع ضرائبه في الوقت المحدد في عامي 2017 و2018.
كان عليه أيضا أن يعترف بأنه كان يمتلك سلاحا بشكل غير قانوني أثناء تعاطيه المخدرات، ويوافق على العلاج من المخدرات والمراقبة بدلا من تهمة جنائية أكثر خطورة وإمكانية السجن.
لكن خلال جلسة الاستماع التي استمرت ثلاث ساعات، تساءلت قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية ماريلين نوريكا، عما إذا كانت الصفقة ستمنح هانتر بايدن حصانة من الجرائم التي يمكن أن تثبت مسؤوليته عنها في المستقبل.
وقالت إن الاتفاق تضمن “شروطًا غير معتادة” وأن قرارها المقترح بشأن جريمة حيازة السلاح “غير عادي”.
لا يزال المسؤولون بوزارة العدل يحققون فيما إذا كان هانتر بايدن قد انتهك القوانين الفيدرالية التي تلزمه بالتسجيل كعميل أجنبي أثناء عمله في الصين وأوكرانيا، بينما كان والده يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.
شوهدت الفرق القانونية من المحامين والادعاء تتفاوض على مرأى ومسمع من المراسلين داخل المحكمة في محاولة لإنقاذ صفقة الإقرار بالذنب أو إبرام اتفاق أضيق.
لكن الجلسة انتهت برفض القاضية نوريكا، التي تم تعيينها إبان حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، التوقيع على الصفقة. أعطت الطرفين أسبوعين للتوصل إلى اتفاق جديد وإطلاعها على ذلك.
وانتهت الجلسة بقول هانتر بايدن، بأنه غير مذنب رغم أنه كان قد عرض في البداية تقديم إقرار بالذنب.
وعلق البيت الأبيض في بيان يوم الأربعاء، إن الرئيس والسيدة الأولى “يحبان ابنهما ويؤيدانه وهو يواصل إعادة بناء حياته”.
وقالت السكرتيرة الصحفية كارين جان بيير: “هانتر بايدن مواطن عادي وهذه مسألة شخصية بالنسبة له”.
وتعد التهم الضريبية بمثابة جُنحة، وهي بسيطة مقارنة بالمزاعم الأكثر خطورة ضد هانتر والتي قدمها الجمهوريون في الكونغرس في جلسات اللجنة.
يزعم الجمهوريون أنه عُرض عليه صفقة قضائية لتخفيف الحكم ضده بشكل غير عادي لأنه نجل الرئيس.
استمعت لجنة الرقابة بمجلس النواب بالفعل إلى شهادة من أحد المبلغين عن المخالفات، وادعى أن وزارة العدل تعمدت تعطيل التحقيق الضريبي.
وهو ما نفاه مدعي عام ديلاوير ديفيد فايس، الذي قاد التحقيق.
تم تعيين فايس من جانب الرئيس السابق دونالد ترامب أيضا، وتركته إدارة بايدن لإنهاء التحقيق في قضية هانتر.
وقد عرض فايس الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس لمواجهة الانتقادات الموجهة للتحقيق.
ركز الجمهوريون، الذين يدرسون مزاعم مختلفة ضد هانتر بايدن، على جهاز كمبيوتر محمول، كان وراء القضية بعد أن تركه هانتر في مركز إصلاح أجهزة الكمبيوتر في ديلاوير.
وحصلت السلطات على الكمبيوتر المحمول وتم استخدام المحتويات لمحاولة إثبات الرشوة والفساد ضد نجل الرئيس، ومحاولة ربط والده بصفقات تجارية غير قانونية.
لكن الديمقراطيين يقولون إنه ليس من قبيل المصادفة أن يهاجم الجمهوريون نظام العدالة بينما يواجه ترامب، الرئيس الجمهوري السابق، لائحتين جنائيتين وقد يتم إخطاره قريبا بالتهم الموجهة إليه في قضيتين أخريين.