باحث سياسي : انسحاب بايدن كان متوقعا ولن يعفيه من المحاكمة
أكّد الباحث السياسي والخبير في العلاقات الدولية، إسكندر كفوري، أنّ تنحي الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الترشح لولاية رئاسية ثانية كان متوقعا، مشيرا إلى أن ما يجري في الولايات المتحدة هو محاولة التفاف ملحوظة من قبل الديمقراطيين لتغطية أزمتهم الداخلية.
وأوضح كفوري، في حديث لإذاعة “سبوتنيك”، أنّ “نائبة الرئيس كامالا هاريس التي دخلت السباق الرئاسي، لا تملك قاعدة شعبية كبيرة، على عكس بايدن الذي يمارس العمل السياسي منذ شبابه”.
ولفت إلى أنّ “هاريس لن تتجاهل الملفات الداخلية التي ركز عليها بايدن خلال حملته الانتخابية، فهي كانت نائبة وفية له وعلى تواصل تام معه، ولم يسجَل بينهما أي خلاف في السنوات الأربع الماضية”.
وأضاف: “سننتظر موقف هاريس من القضية الفلسطينية، وقد نشهد بعض التغيرات بشأن الحرب في غزة والحروب التي تفتعلها أمريكا في أماكن أخرى من بقاع العالم”.
وذكّر كفوري بالهفوات وزلّات اللسان الفاضحة التي وقع فيها بايدن أمام شاشات التلفزة، مشيرا إلى أنّ “القيادة الأمريكية كانت تتستر على أخطائه منذ زمن طويل”.
وقال: “بايدن يمر بحالة مرضية كارثية بسبب تقدمه في السن، ودعم الديمقراطيين له يمثل خيانة للأمريكيين”.
وأشار إلى “ارتباك المشرعين الديمقراطيين”، معتبرا أنّ “الحملة الانتخابية التي أطلقها بايدن كانت فاشلة منذ بدايتها”، وأنّ “ذلك سيؤثر على المستقبل السياسي لهاريس نفسها”.
وشدّد كفوري أنّ “الأيام المقبلة ستحدد الكثير من الأمور في الولايات المتحدة”، وأنّ “أحداثا سريعة قد تطرأ في الأيام المقبلة قبيل إجراء الانتخابات في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل”.
وبيّن أنّ “الدولة العميقة هي من تحكم الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أنّ “الممولين هم من دفعوا بايدن إلى تغيير موقفه والانسحاب من السباق الرئاسي”.
وأوضح أنّ “التطورات المقبلة في الولايات المتحدة لن تؤثر على الداخل الأمريكي فحسب، بل على العالم”.
وأضاف أنّ “الأمريكيين لهم دور كبير في العمليات العسكرية والأمنية والسياسية حول العالم، فضلا عن تدخلهم المستمر في الشؤون الداخلية لأغلب البلدان”.
واعتبر أنّ “الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة ستسبب بأزمات خارجية، وستدفع بالقيادات الأمريكية إلى أخذ قرارات غير موفقة خلال مواجهتها المسائل الخلافية الخارجية”.
وفي ما يتعلق بالمرشح الجمهوري، الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أكّد كفوري أنّه “مستعد بشكل جيد”، وأنّه “يحقق نقاطا إضافية في سجله الرئاسي ليفوز بنسبة ساحقة”.
وشدّد كفوري على “ضرورة محاكمة جو بايدن لتسببه بحرب شاملة وخراب في أوكرانيا”، مؤكدا “ضرورة متابعة قضيته وعدم تجاهلها بعد مغادرته البيت الأبيض”.
وأكّد أنّ “بايدن كلّف المدنيين الاوكرانيين خسائر فادحة”، وأنّ “مسامحته عار على المحافل الدولية”.
وحول الوضع في أوكرانيا، قال كفوري: “نظام كييف غير شرعي، وعما قريب ستنتهي ولاية المجلس النيابي، ما سيدفع البلاد إلى فراغ سياسي تام”.
واعتبر أنّ “من المبكر الحديث عن تغييرات في السياسة الأوكرانية الداخلية قبل وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض”.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تنحّيه عن ترشّحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في وقتٍ لاحق من هذا العام.
وقال بايدن، في بيان نشره عبر حسابه في منصة “إكس”، إنه “سيتحدث إلى الأمة في وقتٍ لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره”.