بالتفاصيل.. الأمم المتحدة تعتمد إعلانًا سياسيًا جديدًا لدعم الاستجابة للإيدز

31

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلانا سياسيا جديدا، يهدف إلى توجيه الاتجاه المستقبلي للاستجابة لمرض نقص المناعة البشرية “الإيدز” وذلك خلال اجتماع رفيع المستوى.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اعتُمد الإعلان بأغلبية 165 صوتا فيما صوتت أربع دول ضده، بما فيها الاتحاد الروسي، معترضة على نص الإعلان، الأمر الذي حال دون اعتماده على النحو التقليدي بتوافق الآراء.

ووفق بيان الجمعية العامة، سيجتمع خلال ثلاثة أيام (من 8 إلى 10 يونيو الحالي) قادة الدول وصنّاع القرار على أعلى المستويات، وأولئك الذين هم في الخطوط الأمامية للاستجابة للإيدز وممثلون من المجتمع المدني وأكاديميون وشباب، لمراجعة التقدم المحرز في الحد من تأثير فيروس نقص المناعة البشرية منذ آخر اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز في عام 2016.

وأشار البيان إلى أن الاجتماع يأتي في لحظة تاريخية للاستجابة للإيدز، بعد 40 عاما من ظهور الحالات الأولى لفيروس نقص المناعة البشرية، و25 عاما منذ إنشاء برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.

” من أمريكا” تنشر خلال السطور التالية البيان الختامي لاجتماع الأمم المتحدة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”:

في مثل هذا الأسبوع قبل أربعين عاما، أشار التقرير الأسبوعي للوفيات والمراضة الصادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشكل مقتضب إلى حالات خمسة شبان تلقوا العلاج في لوس أنجلس لما وصف بأنه شكل جديد من الالتهاب الرئوي. كان اثنان منهما قد توفيا وقت نشر التقرير، ومات الثلاثة الآخرون بعد فترة وجيزة.

وتدفقت بعد نشر هذا التقرير تقارير عن حالات مماثلة من نيويورك وسان فرانسيسكو ومدن أمريكية أخرى. لم يكن معروفا في ذلك الوقت إن هذه كانت التقارير الرسمية الأولى لما أصبح يعرف فيما بعد بمرض الإيدز.

فقد مذاك الحين حوالى 32,7 مليون شخص حياتهم بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز على مستوى العالم، بمن فيهم 700 ألف في الولايات المتحدة. هذا عدد هائل من الأشخاص الذين فقدوا حياتهم، وكان لكل منهم أحباء وأصدقاء ومجتمعات حزنوا على فقدانه.

ولكن بينما نجتمع هنا اليوم، يعيش أكثر من 38 مليون شخص مع فيروس نقص المناعة البشرية، بما فيهم 1,2 مليون في الولايات المتحدة. إنهم زملاؤنا وجيراننا وشركاؤنا وأفراد عائلتنا وأشخاص من كافة الأعمار والأجناس والأديان والجنسيات. ويشعر عدد أقل منهم بضرورة إخفاء وضعهم بفضل جهود أجيال من القادة الشجعان مثل يانا بانفيلوفا التي سمعناها تتحدث في الجلسة العامة الافتتاحية.

نحن فخورون بالعمل الذي قامت به الولايات المتحدة وشركاؤها حول العالم لتغيير مسار هذا الوباء.

لقد استثمرنا أكثر من 85 مليار دولار في هذا الجهد منذ أن أطلق الرئيس بوش خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز (بيبفار) في العام 2003، فساعدنا بذلك في إنقاذ حياة 20 مليون شخص ومنع الملايين من الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية وتعزيز النظم الصحية المحلية في 54 دولة.

قليلة هي المبادرات التي حققت هذا الكم من الإنجازات لمساعدة الناس في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، وهي إحدى أكثر المساهمات التي نفتخر بها في المجتمع الدولي.

لقد ساهمت هذه الاستثمارات أيضا في منع انتشار الإيبولا وفيروس “اتش 1 أن 1” وأمراض فتاكة أخرى بشكل خارج عن السيطرة، ولعبت دورا حيويا في المعركة المستمرة ضد كوفيد-19.

نعلم جميعنا أننا قطعنا هذه الأشواط من خلال العمل معا عبر الحكومات والمؤسسات متعددة الأطراف، وكذلك مع الناشطين والعلماء والمنظمات المجتمعية والشركات والأطباء والمعلمين.

ولكن لم ينته عملنا بعد على الرغم من التقدم الملحوظ المحرز. لا يزال استمرار انعدام المساواة يعترض طريق إنهاء هذا الوباء. نحن نشهد انعداما للمساواة عبر مقاطعاتنا ومجتمعاتنا وفي داخلها وفي المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والجنسانية. وقد تفاقم كل ذلك بسبب كوفيد-19.

سيصاب ملايين الأشخاص بفيروس نقص المناعة البشرية ويموت ملايين ممن يعيشون الآن مع الفيروس إذا فشلنا في سد هذه الفجوات.

إن القضاء على الإيدز في متناول أيدينا، ولكن لا نستطيع تحقيق هذا الهدف إذا حرمنا الناس من حقوقهم الجنسية والإنجابية أو عززنا التمييز ضد أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

ويعني ذلك ضمان الوصول العادل إلى خدمات فيروس نقص المناعة البشرية للجميع، ولا سيما الفئات السكانية الأكثر تضررا من الوباء، أي مجتمع الميم (المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا)، ومن يتعاطون المخدرات ويعملون في الجنس والأقليات العرقية والإثنية والنساء والفتيات.

إن القوانين والسياسات والممارسات التي تصعب على هؤلاء السكان الوصول إلى الخدمات الأساسية تفاقم وصمة العار وتعرض المزيد من الأرواح للخطر، كما أنها تتعارض مع المبادئ الأساسية للأمم المتحدة.

نتطلع اليوم إلى زملائنا من الدول الأعضاء للعمل مع الولايات المتحدة لضمان حصول جميع الأشخاص على فرص متساوية لتلقي خدمات فيروس نقص المناعة البشرية عالية الجودة، بغض النظر عمن هم أو من يحبون.

لقد أحرزنا تقدما هائلا معا في خلال 40 عاما ومنذ الإبلاغ عن الحالات الخمس الأولى. دعونا نبني على مكاسبنا ونجدد التزامنا بالوصول إلى من يزالون بحاجة إليها وإنهاء وباء فيروس نقص المناعة البشرية للجميع في كل مكان.