بايدن وترامب.. “ملفات حاسمة” في معركة الـ”90 دقيقة”
على قدم وساق، تمضي استعدادات الرئيس الأميركي جو بايدن وغريمه الجمهوري دونالد ترامب للمناظرة الأولى بينهما يوم الخميس المقبل، وسط ترقب لـ”الملفات الحاسمة” التي يعوّلان عليها في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تصل محطتها الرئيسية مطلع نوفمبر المقبل.
وحددت صحيفة “وول ستريت جورنال”، غاية بايدن وترامب من المناظرة الرئاسية الأولى، فمن جانب المرشح الديمقراطي فإنه يسعى لتصوير نفسه كـ”زعيم قوي”، وخصمه الجمهوري كـ”عامل للفوضى يسعى للانتقام من المنافسين”.
في المقابل، يعتزم ترامب إجراء استفتاء سريع على تعامل بايدن مع الاقتصاد والكفاءة في منصبه، حيث يصوّر رئاسة الحزب الديمقراطي على أنها “فشل لا يستحق ولاية ثانية”.
واستعرض سياسيون أميركيون ومحللون في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، خيارات بايدن وترامب للتعامل مع المناظرة الأولى، والقضايا التي سيعمل عليها كلاهما لحشد مزيد من الزخم نحوه بما يضمن فوزه بأصوات إضافية، خاصة في “الولايات المتأرجحة”.
كيف يستعد بايدن وترامب؟
واعتبرت شبكة “سي إن إن” الأميركية، إن مساعدي بايدن وخصمه ترامب حددوا أهدافًا مماثلة من مناظرة الخميس، تتلخص في “تصوير خصمهم على أنه يدفع البلاد للفوضى وغير لائق تمامًا للمنصب”.
وأمضى كلا الفريقين الأسابيع الماضية في العمل على ضبط رسالتهما بشأن مجموعة واسعة من القضايا، من الاقتصاد إلى الشؤون الخارجية إلى لياقة منافسيهما للمنصب.
وقالت “سي إن إن” إن كل فريق انتخابي وجد منهم نفسه مشتتًا بطريقة ما “ترامب بسبب المحاكمة الجنائية التي استهلكته، وبايدن بامتداد السفر المكثف إلى الخارج وملحمة قانونية مؤلمة لعائلته”.
وفي الجلسات التحضيرية، ركز بايدن على طرق محاسبة ترامب على آرائه والإجراءات التي اتخذها سابقًا على منصة المناظرة، وكما قال أحد مسؤولي حملته فقد “أصبح الرئيس أكثر حدة في التصريحات الأخيرة حول ترامب ويخطط لنقل هذا الموضوع إلى منصة النقاش”.
في غضون ذلك، يهدف ترامب إلى طمأنة الناخبين بأنه يمكن أن يكون زعيمًا أكثر ثباتًا وفعالية من خليفته، على الرغم من القضايا القانونية التي تدور حوله وسياسته المثيرة للجدل بشدة.
وترى صحيفة “نيويورك بوست” فإن ترامب قد يستغل اضطراب بايدن وتدهوره المعرفي في المناظرة المرتقبة بينهما، موضحة أنه “وفقا للخصوم السابقين لبايدن، يعاني الرئيس من عدد من نقاط الضعف، بما فيها المزاج السيئ وتباطؤ قدراته المعرفية، الأمر الذي قد يستخدمه ترامب لصالحه”.
ورجحت الصحيفة الأميركية أن يحاول ترامب تصوير بايدن باعتباره “عجوزًا وغير قادر على التعامل مع الحقائق والضغوط”.
وقال عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق ترامب، وعضو حملته الانتخابية الحالية، غابريال صوما، إن “هناك عدة ملفات تجعل الفارق كبيرًا لمصلحة ترامب، وعلى رأسها الحديث عن الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه الولايات المتحدة، خاصة ارتفاع أسعار وتكاليف المعيشة والوقود، وبالتالي استمرار التضخم، فعندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض كانت نسبة غلاء المعيشة بحدود 1.4 بالمئة، أما اليوم فارتفع هذه النسبة إلى أكثر من 3 بالمئة”.
واعتبر “صوما” في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “المواطن الأميركي يلمس الوضع الاقتصادي السيئ بالبلاد، فإن أراد أن يملئ السيارة بالبنزين كان يدفع دولارين، أما اليوم فيدفع ما يزيد عن 4 دولارات أو 6 دولارات للغالون في بعض الولايات”.
القضية الثانية في رأي “صوما” التي سيستغلها ترامب كنقطة ضعف في بايدن، هو ملف “الهجرة والحدود”، مضيفًا أنه “دخل إلى الولايات المتحدة نحو 10 ملايين مهاجر غير قانوني، في حين أن أغلبية الشعب الأميركي يرفض ذلك خاصة أن الحدود كانت مغلقة مع المكسيك عندما وصل بايدن للبيت الأبيض لكنه في الأسبوع الأول قرر إلغاء كافة التدابير التنفيذية التي كان قد اتخذها ترامب وقرر فتح الحدود”.
أما القضية الثالثة، تتمثل في الحالة الصحية والعقلية لبايدن ذاته “فالشعب الأميركي يعلم أن رئيسه ليس لديه القدرة الصحية والعقلية أن يكون رئيسًا لولاية ثانية”، وفق حديث “صوما”.
ومع ذلك، يعتقد عضو الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري، أن “المناظرة سوف تحدث فارقًا في التصويت بالانتخابات المقبلة؛ لأن شعبية ترامب تتزايد في استطلاعات الرأي، مقابل انخفاض شعبية بايدن”، حسبما قال.
وأشار إلى أن من يحدد نتيجة هذه الانتخابات هي “الـ 7 ولايات متأرجحة”، والتي يعول عليها فريق ترامب في حصد أكثرية الأصوات بها، بما يضمن عودته للبيت الأبيض مجددًا.
وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها كلية “إيمرسون” وموقع “ذا هيل”، تقدم ترامب على منافسه بايدن في 6 ولايات حاسمة، على رأسها أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا.