بايدن يعرض خطته لمكافحة التباين الاجتماعي أمام الكونغرس

33

يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن أول كلمة أمام الكونغرس الأربعاء لعرض خططه الإصلاحية خصوصا في المجال الضريبي، بعد بداية ولاية بذل فيها جهودا مكثفة على جبهات عدة.

وعشية بلوغه محطة رمزية هي أول مئة يوم من ولايته الرئاسية، يعرض بايدن أمام مجلسي الكونغرس “مشروعه للعائلات الأميركية”.

والخطة التي وصفها البيت الأبيض بـ”استثمار تاريخي” في التعليم والطفولة وأثارت غضب الجمهوريين حتى قبل الكشف عنها، تضع سقفا طموحا إذ تبلغ قيمتها 1800 مليار دولار تتوزع بين ألف مليار من الاستثمارات و800 مليار من التخفيضات الضريبية للطبقة الوسطى.

ولتمويل المشروع، سيقترح الرئيس الديموقراطي إلغاء التخفيضات الضريبية التي أقرها سلفه دونالد ترامب للأكثر ثراء وزيادة الضريبة على عائدات رأس المال لـ0,3% من الأميركيين الأكثر ثراء.

وفي المقابل، سيقطع وعدا ردده مرارا وتكرارا، وهو أن الزيادة الضريبية لن تنطبق على الذين يجنون أقل من 400 ألف دولار في السنة.

وستشكل كلمة بايدن بداية معركة محتدمة في الكونغرس. فإن كانت خطته لدعم الاقتصاد بقيمة 1900 مليار دولار اجتازت العقبات بدون صعوبات حقيقية، فإن المناقشات حول خططه الضخمة للاستثمار في البنى التحتية والتربية تنذر بمناقشات أكثر احتداما.

وعلق السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل ساخرا الثلاثاء “الرئيس بايدن قدم نفسه خلال الحملة على أنه معتدل، لكن يصعب علي أن أجد حتى الآن أي قرار يدل على حسّ اعتدال”.

ومن المتوقع أن يشيد بايدن في كلمته بـ”التقدم المذهل” بحسب تعبيره، الذي حققته البلاد في الاشهر الأخيرة على صعيد مكافحة وباء كوفيد-19، وبصورة خاصة تسريع وتيرة حملة التلقيح بشكل لافت.

وتلقى أكثر من 96 مليون شخص يمثلون حوالى 30% من المواطنين جرعتي اللقاح. وفي قرار عالي الرمزية، أعلنت السلطات الصحية الثلاثاء أن الأميركيين المحصنين لم يعودوا بحاجة إلى وضع الكمامات في الخارج إلا في الأماكن المكتظة.

وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن “الرئيس يعمل على هذا الخطاب منذ أسابيع عدة”، مؤكدة أنه يتضمن شقا دبلوماسيا.

وقالت “سيذكر بتصميمنا على معاودة الانخراط بشكل تام في شؤون العالم”، مشيرة بصورة خاصة إلى العلاقات مع الصين.

وإن كان الخطاب الرئاسي في الكابيتول يشكل تقليدا راسخا في الحياة السياسية الأميركية، فإن كلمة بايدن هذه السنة ستجري في أجواء استثنائية حتّمتها الأزمة الصحية.

وسيحضر حوالى مئتي شخص فقط إلى قاعة مجلس النواب لهذه المناسبة، مقارنة بأكثر من 1600 شخص عادة. وطلب من أعضاء الكونغرس هذه السنة تقديم لوائح مدعوين “افتراضيين”.

وسيكون جون روبرتس القاضي الوحيد من المحكمة العليا الذي سيحضر الجلسة. ومن بين أعضاء الحكومة، سيحضر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، فيما يتابع الآخرون الكلمة عبر التلفزيون.

وفي مخالفة أخرى للتقاليد، لن يتم هذه السنة تعيين عضو في الحكومة لا يحضر جلسة الخطاب الرئاسي بل يتم إبقاؤه في مكان سري ليتمكن من تولي مقاليد السلطة في حال تعرض المبنى لهجوم.

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، ستجلس امرأتان خلف الرئيس على مرأى كاميرات التصوير، هما الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي وكامالا هاريس التي أصبحت في كانون الثاني/يناير أول امرأة تعين نائبة للرئيس.

ومن المتوقع أن تسود أجواء مختلفة تماما عن التوتر الشديد الذي خيم خلال آخر كلمة ألقاها ترامب في الكابيتول في شباط/فبراير 2020.

فهو تعمد قبل خطابه عدم مصافحة نانسي بيلوسي التي كانت تمد له يدها. وبعد انتهاء خطابه، قامت بتمزيق نسخة من كلمته وهي واقفة خلفه أمام الكاميرات.

وفي قطيعة عن العهد السابق، تجري رئاسة بايدن بدون فضائح ولا تقلبات، وهو محاط بفريق موحد حتى الآن.

ويبدو البيت الأبيض في عمله اليومي أشبه بـ”آلة تعمل بسلاسة”، بحسب التعبير الذي استخدمه ترامب ليصف الفوضى التي سادت أروقة البيت الأبيض في ظل رئاسته.