برلماني سوري: ما يحدث في حلب أداة سياسية لفرض مصالح خارجية ودولية على دمشق
اعتبر خالد العبود، عضو مجلس الشعب السوري، أن “الوضع الميداني في سوريا تحدده المواقف السياسية”، مؤكدًا أن “ما يحدث في حلب هو أداة سياسية تستخدمها بعض الدول الإقليمية والدولية للتضييق على الدولة السورية وتحقيق مصالح معينة”.
وأضاف العبود أن “بعض الأطراف الإقليمية والدولية، ترى في الأحداث التي تجري في حلب أداة مشروعة للضغط على سوريا، في حين أن هناك من يعتبر ما يحدث في الميدان، هجومًا إرهابيًا يهدد استقرار سوريا والمنطقة بأسرها”.
محادثات القاهرة.. وفدا فتح وحماس غادرا “من دون توقيع”
وأوضح العبود، في حديث عبر إذاعة “سبوتنيك”، اليوم الأربعاء، أن “الميدان يعكس حقيقة هذه المواقف السياسية”، مشيرًا إلى أن “الطرف الذي يعتبر أن ما يحصل في حلب هو استغلال من قبل قوى إرهابية، سيعدون العدة إلى جانب الدولة السورية بهدف تأسيس خارطة ميدانية جديدة”.
الجيش السوري يخوض معاركه وفق الرؤى والتكتيكات التي تخدم مصلحته، وقد مارس مجموعة من الانسحابات التكتيكية لإعادة الانتشار، وهو أمر يعكس الاستعدادات الميدانية الكبيرة التي يقوم بها.
وأكد عضو مجلس الشعب السوري أن “ما يحدث في حلب ليس بعيدًا عن الدعم الذي تقدمه إيران وروسيا للدولة السورية”، مشيرًا إلى أن “هذا الدعم يعزز من موقف سوريا في مواجهة الضغوطات الخارجية”، مضيفا أن “الميدان قد يؤثر على العناوين السياسية”، لافتًا إلى أن “المستهدف ليس سوريا فقط، بل وإنما روسيا وإيران”.
وقال العبود: “سوريا كانت قد رفضت أن تكون جزءًا من طاولة التطبيع التي أسس لها النظام العربي الرسمي تحت الضغوطات الخارجية، مما يزيد من تعقيد المشهد”.
وأوضح العبود أن “من المستفيدين من هذا التصعيد في حلب هم عدة أطراف، أبرزها الولايات المتحدة التي تسعى إلى تنفيذ قرار دولي وفق رؤيتها الخاصة، بعيدًا عن الدور الروسي والإيراني في المنطقة”.
أحزاب المعارضة الكورية الجنوبية تعلن تقديم طلب لعزل رئيس البلاد بسبب إعلانه الأحكام العرفية
كما أشار إلى أن “إسرائيل هي الأخرى تستفيد من حالة عدم الاستقرار في سوريا، معتبرة أن الفوضى التي تعم المنطقة تمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله”، مضيفًا أنّ “تركيا أيضًا تعد من المستفيدين، حيث ترى في هذا الوضع فرصة لدخول أوسع إلى المنطقة”.
وأكد العبود، أن “الدولة السورية صبرت ولم تتسرع في المواجهة المباشرة، بل سارعت لتشكيل تحالف سياسي لمكافحة الإرهاب، في الوقت الذي حافظت فيه على قواتها المسلحة لتكون جاهزة لمواجهة التحديات المستقبلية”.
وأشار العبود إلى أن “سوريا ستخوض في النهاية مواجهة شاملة ضد الإرهاب، بعدما أعطت الفرصة لظهور العناوين السياسية والتفاعل معها على المستوى الإقليمي”. وفي هذا السياق، اعتبر أن “التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تهديد سوريا والمنطقة لا تأتي من فراغ، بل هي جزء من الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وتتعلق بخارطة الشرق الاوسط الجديد التي تحاول رسمها”.
ولفت النائب السوري الى أن “المنطقة أمام متحولات كبرى، والنظام العربي الرسمي لا يستطيع أن يقول إنه ضد مشغل هذه المجموعات الإرهابية، لكنه يعبر عن رفضه لهذه الفوضى والاستثمار في هذه النار المشتعلة”،
وأكد أن “بعض الدول العربية الكبرى بدأت تدرك أبعاد الأزمة السورية وتأثير الإرهاب على مستوى العالم، ما يفتح المجال لمزيد من التعاون بين سوريا والدول العربية التي تدرك الواقع الإقليمي”.
وأشار العبود إلى أن “ما يحدث في سوريا هو جزء من مخطط أكبر، حيث تتداخل الخطوط العسكرية والسياسية في هذه الجغرافيا الضيقة”، مؤكدًا أن “هناك علاقة معروفة بين “قسد” أي قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يساهم في تعقيد الوضع الميداني والسياسي في المنطقة”.