بريطاني يرسم أكبر لوحة قماشية فنية في العالم
حقق الرسام وأحد رموز الأعمال الإنسانية البريطاني ساشا جفري لقب غينيس للأرقام القياسية، وذلك لتنفيذه لأكبر لوحة قماشية فنية في العالم، والتي أطلق عليها إسم “رحلة الإنسانية” وبلغت مساحتها أكثر من 17 ألف قدم مربع (17,176.6 قدم مربع).
وتمكَّن ساشا جفري، والذي يُعَد أحد أشهر الرسامين في عصرنا الحالي، من الوصول إلى أكثر من 2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم من خلال هذه القطعة الفنية الشهيرة، والتي استغرق إكمالها مدة سبعة أشهر بواقع 20 ساعة في اليوم.
فيما استخدم 1,065 فرشاة رسم و6,300 لتر من الطلاء لتنفيذها.
وتُعَد لوحة ساشا جفري “رحلة الإنسانية” التي حطمت الرقم القياسي ووُصفَت على أنها “كنيسة سيستين الحديثة” جزء من المبادرة الخيرية “إنسانية مُلهَمة”، التي حظيت بتأييد أكثر من 100 شخصية مشهورة عالمياً، وتم إطلاقها تحت رعاية كريمة
من معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح والتعايش بالشراكة مع كلٍّ من دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومنتجع أتلانتس النخلة بدبي. وتعد اللوحة أكبر مبادرة اجتماعية وفنية وخيرية
عالمية في التاريخ وتم تنفيذها في منتجع أتلانتس النخلة بدبي داخل القاعة الكبرى التي قام جفري بتحويلها إلى استوديو رسم حيث أمضى فيها 28 أسبوعاً، وذلك من شهر مارس إلى شهر سبتمبر 2020 أثناء فترة الإغلاق التام خلال جائحة كوفيد-19.
وتعليقاً على رقمه القياسي العالمي ومبادرته الهادفة، قال ساشا جفري: “تشرَّفتُ بالحصول على لقب غينيس للأرقام القياسية للوحتي ’رحلة الإنسانية‘، وهذه هي مجرد بداية مسيرة مبادرة ’إنسانية مُلهَمة‘. إن اللوحة والمبادرة هما أكثر بكثير
من مجرد قطعة فنية، فهما مبادرتي نحو التغيير المجتمعي الحقيقي من خلال قلوب وعقول وأرواح أطفال العالم، وهما نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء”.
وأضاف جفري: “إذا كان بإمكان شخص واحد أن يعمل لمدة 20 ساعة في اليوم وينام فقط أربع ساعات لفترة سبعة أشهر متواصلة يرسم خلالها بمفرده لوحة تزيد مساحتها عن 17 ألف قدم مربعة، فلكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يقوم به 7.5 مليار
شخص إذا عملنا معاً وأوقفنا سياسة التمييز، والحكم على الآخرين، واتباع الأجندات. عالم واحد.. روح واحدة.. كوكب واحد..”.
من جهته، قال شادي جاد مدير تسويق أول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في غينيس للأرقام القياسية: “إن أكبر لوحة قماشية فنية هو انجاز مميز لجفري، وبالتأكيد ستلهم هذه القصة الكثير من الأشخاص. نود أن نهنئ جفري وكافة الذين
شاركوا في هذا الإنجاز الاستثنائي، كما يسعدنا أن نمنحهم لقب ’مميزين رسمياً‘”.
ولإخراجها من قاعة “أتلانتس” الكبرى، تم تقسيم لوحة “رحلة الإنسانية” الضخمة إلى عدة لوحات قماشية بعد ترقيمها وتوقيعها وفهرستها وتعليقها على إطار. وسيتم بيع 70 قطعة من اللوحة بشكل فردي عبر أربعة مزادات خلال العام الجاري
2021، فيما سيتم جمع الأموال لصالح المبادرات الخيرية في قطاعات التعليم والاتصال الرقمي والرعاية الصحية ومرافق الصرف الصحي، وذلك بالشراكة مع كلٍّ من دبي العطاء، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، ومنظمة الأمم
المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ومؤسسة “جلوبال جيفت”، ووزارة التسامح والتعايش ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات.
بدوره، قال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء وعضو مجلس إدارتها: “يسرنا في دبي العطاء أن نهنئ ساشا جفري على هذا الإنجاز الفريد من نوعه، والذي من شأنه أن يرسم ملامح مستقبل جديد للعديد من الأطفال والشباب
المحرومين حول العالم. إنَّ لوحة ’رحلة الإنسانية‘ تبرز أهمية وقوة روح الفريق والعمل الجماعي وتأثيرهما الكبير في إحداث
تغيير إيجابي. نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذه المبادرة الاستثنائية الرامية إلى تمكين ودعم المستفيدين منها ومنحهم فرصة أساسية لتحويل حياتهم إلى عملٍ مميز من صنعهم”.
حفل خاص لإزاحة الستار
في الخامس والعشرين من شهر فبراير من العام الجاري، ستعود هذه التحفة الفنية إلى مكان نشأتها، وهو قاعة “أتلانتس” الكبرى التي تبلغ مساحتها 2,100 متر مربع. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميع القطع المعلقة على إطار
من اللوحة القماشية، وإعادة تكوين اللوحة الأصلية.
وقال تيم كيلي نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام في أتلانتس دبي: “نحن سعداء في منتجع أتلانتس النخلة في دبي بحصول مبادرة ’إنسانية مُلهَمة‘ للرسام الشهير ساشا جفري على لقب غينيس للأرقام القياسية لأكبر لوحة قماشية فنية في العالم،
وقد تشرفنا باستضافة جفري في المنتجع حيث قام بإنشاء هذه التحفة الفنية الضخمة. كما نطمح إلى دعوته مرة أخرى إلى منتجعنا لحضور الحفل الرسمي لإزاحة الستار عن اللوحة، ونؤكد دعمنا له في مساعيه الرامية إلى جمع 30 مليون دولار
أمريكي للإسهام في تغيير حياة الأطفال الأكثر احتياجاً والأكثر تضرراً من آثار جائحة فيروس كورونا والموجودين في المناطق
الأكثر فقراً في العالم. تُعَد هذه المبادرة عزيزة جداً على قلوبنا، ونتمنى لجفري كل التوفيق والنجاح في المرحلة القادمة من رحلته”.
ومن المتوقع أن يشهد الحفل الخاص لإزاحة الستار عن اللوحة لحظات مميزة واستثنائية سيعيشها مجموعة من الشخصيات
المدعوة، خاصةً من خلال منصات المشاهدة والمتاهة الخاصة التي تم إعدادها لمشاهدة اللوحة بمنظور مختلف، مع العلم أنه سيتم تطبيق جميع تدابير التباعد الاجتماعي خلال الحفل.
كما سيُشكِّل هذا الحدث منصة ملائمة للاحتفاء بالأمل والثقافة والإلهام، وذلك مع عددٍ من الاستعراضات الفنية الخاصة التي سيتم تقديمها من قبل بعض أبرز المواهب في العالم، بما في ذلك المغنية وكاتبة الأغاني والممثلة والناشطة ليونا لويس،
وهي عضو في لجنة تحكيم “أكس فاكتور”، وصاحبة أغنية Bleeding Love التي حققت نجاحاً عالمياً منقطع النظير واحتلت المرتبة الأولى لمدة 7 أسابيع في 30 دولة.
من جهتها، قالت الممثلة وأحد رموز الأعمال الخيرية إيفا لونغوريا الرئيسة الفخرية لمؤسسة “جلوبال جيفت”: “نشعر أنا وماريا برافو والمتبرعين لمؤسستنا وشركائنا في ’يونيسف‘ ودبي العطاء بالفخر العظيم، ويسعدنا أن نتعاون ونكون جزءاً من المبادرة
المهمة ’نقف معاً متحدين.. إنسانية مُلهَمة‘، إذ نواصل تعزيز علاقتنا طويلة الأمد مع الرسام ساشا جفري، الذي جمع أكثر من 60 مليون دولار أمريكي لتسليط الضوء على أهم القضايا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك قضايانا”.
هذا، وشرحت ماريا برافو مؤسِّسة “جلوبال جيفت” كيف أمضى الرسام ساشا جفري وقته واستثمر موهبته ووظَّف طاقته المذهلة على مدى سنوات عديدة للمساعدة في جمع الأموال الضرورية لدعم المؤسسة وعدد كبير من المنظمات غير
الحكومية الدولية في مختلف أنحاء العالم، مضيفةً أن عدداً كبيراً من المتبرعين لمؤسسة ’جلوبال جيفت‘ حريصون على المشاركة والإسهام بشكلٍ فعال ونشط في تعزيز الإرث الفني لأعمال جفري.
وأضافت برافو: “إن تحقيق لقب غينيس للأرقام القياسية من خلال أكبر لوحة قماشية فنية في العالم باسم العمل الخيري هو إنجاز عظيم ويُعبِّر عن كرمه ولطفه. هناك جهد كبير وراء هذا المشروع، مما يدل على أنه يمكننا بالفعل إحداث فرق ملموس
للأطفال المحتاجين في جميع أنحاء العالم. أنا وإيفا لونغوريا وجميع المتبرعين لمؤسستنا متشوقون جداً لرؤية هذه القطعة الفنية الرمزية والتاريخية عن كثب”.
وتهدف المبادرة الخيرية “إنسانية مُلهَمة” للرسام ساشا جفري إلى جمع أكثر من 30 مليون دولار أمريكي، وهي مستوحاة من رؤيته لربط الناس وتقريبهم من بعضهم البعض في سبيل تحقيق عالمٍ أكثر وعياً وتعاطفاً في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19.
كما يلتزم جفري بدعم إعادة تشكيل مستقبل التعليم من خلال الاتصال العالمي، فضلاً عن توفير الأموال والبنية التحتية والدعم لقضايا الرعاية الصحية و مرافق الصرف الصحي في المناطق الأكثر فقراً في العالم. إن دبي العطاء، و”اليونيسف”،
و”اليونسكو”، ومؤسسة “جلوبال جيفت” هم المستفيدون من هذه المبادرة، إذ سيركزون جهودهم الخيرية على أعمال الإغاثة الطارئة لجائحة كوفيد-19 من خلال تنظيم حملات متنوعة حول العالم.
وخلال الفترة من فبراير إلى مايو 2021، سيتم عرض بعض القطع المختارة من لوحة “رحلة الإنسانية” مع مجموعة أخرى من تشكيلة جفري الشهيرة التي يبلغ عمرها 18 عاماً، وذلك في “غاليري ليلى هيلر”، وهو أكبر معرض في دولة الإمارات العربية
المتحدة، ويقع في السركال أفنيو في دبي. وتدير المعرض وتملكه الأستاذة ليلى هيلر، وهي شخصية معروفة عالمياً منخلال معرضها الشهير في نيويورك الذي يعرض أعمال كلٍّ من آندي وارهول، وريتشارد برنس، وجيف كونز، وكيث هارينغ، وتوني كراغ.