بريكس .. هل تتحول إلى قوة مناهضة للغرب؟

2

تنعقد قمة “” في مدينة قازان الروسية، بحضور 20 من زعماء العالم، وسط سعي حثيث من قبل هذه المجموعة الاقتصادية العملاقة للتحول إلى قوة جيوسياسية منافسة للغرب.

وتراقب القارة الأوروبية مخرجات القمة السادسة عشرة، رغم العقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وأكد الرئيس الروسي، ، أن أولوية مجموعة “بريكس” حالياً هي دمج الدول الأعضاء الجدد ضمن المنظومة المتكاملة للمجموعة الاقتصادية.

وأشار إلى أن المجموعة عملت على إعداد صيغة للدول الشريكة والأعضاء من خلال زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية وزيادة الاستقلال المالي وتقليل المخاطر.

وذكر الرئيس الروسي أن زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية تتيح فرصة زيادة الاستقلال المالي لدول “بريكس” وتقلل المخاطر الجيوسياسية، وتحرر التنمية الاقتصادية من السياسة.

من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال افتتاح قمة مجموعة “بريكس”، إن الوضع الدولي يشهد حالة فوضى لكن الشراكة الإستراتيجية بين الصين وروسيا تشكل قوة للاستقرار وسط التغيرات الكبيرة التي لم تحدث منذ قرن.

الموقف الأمريكي
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن بلاده تستبعد تحول مجموعة بريكس إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر، مضيفا: “هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة”.

ورغم التقليل الأمريكي من أهمية مجموعة “بريكس”، فإن القمة قد تنتهي بمخرجات يمكن أن تهدد الهيمنة الأمريكية وتعاملاتها مع الدول الأعضاء في التكتل بعد توسعه بشكل مفاجئ على عكس توقعات القيادة الأمريكية والأوروبيين، بحسب خبراء.

قوة التجمع
عضو لجنة الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور ضياء حلمي، قال إن قمة “بريكس” تعتبر أقوى تجمع اقتصادي على مستوى العالم في العصر الحديث، ونقلة نوعية كبيرة على المستوى الاقتصادي، كما أن لها أبعادا سياسية خاصة بعد انضمام العشرات من دول الجنوب للتجمع منذ 15 عامًا لتأسيسه بأربع دول فقط، واليوم نرى حوالي 20 دولة عضوًا في المجموعة.

وأشار حلمي، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إلى أن المجموعة في وضعها الحالي تُشكل حوالي 45% من إجمالي سكان الكرة الأرضية والأسواق العالمية، ما يجعل لها نتائج مُثمرة على أرض الواقع في العصر الحديث بعد عقود طويلة من الهيمنة الأوروبية على الاقتصاد العالمي.

وأضاف حلمي أن مشاركة الدول الأعضاء الجدد في المجموعة قد تُضفي قوة غير مسبوقة لـ”بريكس” وتدعم قراراتها التي تتخذها للمساعدة في بناء اقتصاديات الدول الأعضاء، وما ينعكس على تنميتها الاقتصادية المستدامة من خلال تبادل الرؤي الاقتصادية في كافة المجالات وتوسع دائرة التبادل التجاري فيما بين دول التجمع.

وذكر حلمي أن قمة “بريكس” قد تصنع الاقتصاد العالمي الجديد في التبادل التجاري وأيضا في النظام المالي، لافتا إلى أن مصر تعتبر البوابة لتحقيق ذلك لدول الجنوب.

مخاوف غربية
وفي السياق، قال المحلل السياسي الصيني، نادر رونغ، إن قمة “بريكس” لها أهمية كبرى ومازالت تُثير مخاوف الكثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بعد تنامي نفوذ روسيا والصين عالميًا على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليهما بسبب تعاونهما المتزايد في السنوات والأشهر الماضية.

وأوضح المحلل السياسي الصيني، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن روسيا والصين نجحتا في بث رسائل شديدة اللهجة للغرب، بقدرتهما على مواجهة الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، من خلال إنشاء متعدد الأقطاب بعيدًا عن نظام أحادي القطب.

وأضاف رونغ أن الصين تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم، وأن هذا التجمع قد يعمل على تحول الاستيراد من أوروبا إلى الدول الأعضاء وهو ما يخفف الضغط على العملات الأجنبية، وخاصة مع التعامل فيما بينها بالعملات الوطنية وليس بالدولار أو اليورو.

وأشار رونغ إلى أنه في الوقت الحالي فإن الدول الأعضاء في مجموعة بريكس يتجاوز إنتاجها المحلي الإجمالي العالمي حوالي 40%، وهو ما يفوق إجمالي مجموعة السبع الكبار، وهناك توقعات بزيادة هذه النسبة خلال الأشهر المقبلة بعد تزايد طلبات الدول للانضمام إلى التكتل بشكل رسمي.

قضايا الطاقة
ومن جانبه، قال الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور أشرف الصباغ، إن القمة تناقش العديد من القضايا الاقتصادية التي تؤرق الدول الأعضاء، وأبرزها مشكلات الطاقة العالمية والتحديات والتهديدات الأوروبية التي تواجه أسواق النفط.

وتوقع الصباغ، في تصريحاته لـ”إرم نيوز”، أن تخلص القمة إلى الاتفاق على التوسع في إنشاء محطات الطاقة في كافة الدول الأعضاء في بريكس، وهو ما يعزز فرص التصدير والاستيراد داخل التجمع وبأسعار رمزية دون اللجوء إلى أوروبا.

وأوضح الصباغ أن التجمع يستهدف في نسخته الحالية وقف النظام القطبي الأحادي، وإنشاء نظام متعدد الأقطاب.

وتابعوا المزيد من الأخبار علي موقع من امريكا